قبل أن تتعجل بالحكم على المواطن المسحول حمادة صبرى ونتهمه بأنه خان شرفه ورجولته ورضى بأن تكشف سوءته أمام العالم بأسره، أود أن تحكم عقلك وضميرك لدقائق وسترى أنه ليس حمادة فقط هو من سحل وبانت عورته بل الكثير منا حدث له ذلك! احتقار النظام الحاكم الآن لملايين المصريين وتهميشهم هو سحل من نوع آخر إهانة المواطن المصرى فى كرامته من قبل عصبة ال 15 التى تحكم مصر فعليا من فوق جبل المقطم وكأنهم اختاروا المكان ليرمز لفوقيتهم واستعلائهم وتكبرهم وصلفهم بحيث يكونوا فوق الشعب المصرى وفوق القاهرة ذاتها، هو سحل للوطنية المصرية، إصرار الرئيس على إصدار قرارات استبدادية بحجة السيادة وبناء المؤسسات هو سحل ومرمطة وتشويه لما كان يعرف بدولة مصر، رضاء المواطن بقدر العبيد هو سحل ذاتى للنفس لا يحتاج لنظام قذر يسحل مواطنيه أمام قصر رئيسه المعلق قلبه بمساجد الله! الواقع المرير أن حمادة وإن كان تم تهديده تخويفه وإرهابه ثم أيضا إغراؤه بالقليل الذى يضمن له حياة بائسة بعد أن انتهكت كرامته أمام كل من يعرفه أو لا يعرفه، ليس وحده الذى قبل بذلك، ونقابل أيضا الكثير من حمادة لكنهم من ذوى الملابس الشيك والمناصب المرموقة يوميا فى فضائيات مصر، نعم رضوا بأن تسحل كرامتهم و تعرى سوءتهم عيانا أمام الشعب عندما نافقوا الجماعة طامعين فى منصب بجوار الحاكم متبركين بقداسة منصبه أو مقعد فى تكية الشورى وقد نالها بعضهم فعليا مكافاة على صياغة دستور عارى السوءة أيضا وفاضح لكل من شارك فيه من مفكرين وقانونيين وإعلاميين وصحفيين ورجال أعمال، جميعهم قبلوا بما طمع به حمادة قبل أن يتراجع أمام النيابه أخيرا بعد ضغط أهله البسطاء الشرفاء عليه وتبرئهم منه إن قبل بصفقة السوء مع جلاديه. أما الأدعياء وتجار الدين المسمون أنفسهم ظلما وخيانة للدين بالدعاة، فلقد جاوزوا ليس فقط حمادة المسكين الجاهل الفقير بل جاوزوا الشيطان نفسه، لا تندهش! قوم يدّعون أنهم يسيرون فى طريق الله تجدهم يبيعون دينهم وضمائرهم وإنسانيتهم مسارعين لاتهام المسحول والمجنى عليه والمنتهكة كرامته بالشذوذ، يا الله، كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذبا، يكيلون له الاتهامات إرضاء للحاكم الذى استُبيح عرض العامة أمام قصره المنيف وبواسطة جلاديه وسدنة ملكه، ركنوا على مصداقيتهم عند البلهاء والتى استمدوها من لحى كثيفة وجلابيب قصيرة وللأسف عقول خاوية وضمائر خربة! رضوا بأن يصيروا لسان إفك وتخرس وأكلوا لحم الضحية ميتا وحيا وهم مبتسمون مستبدلين الله الحق العدل الرحم الرحيم الذى لا يرضى لعباده الظلم بطاغوت الحاكم وصنم النظام، عبدوا النفاق والكذب زلفى للحاكم، عبدوا طمعهم وشبقهم بالدنيا ولم يعبدوا الحق، نسوا أو تناسوا أن شر الناس من باع دينه بدنياه وأن الأشر منه من باع دينه بدنيا غيره، ألا لعنة الله على الظالمين، أما عن موقف الجماعة من حمادة، فهذا موضوع يطول وقادم بإذن الله.