دعا وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس اليوم الأربعاء، إلى وقف إطلاق النار وفتح ممرات إنسانية لتوصيل الاحتياجات الأساسية للسكان بسوريا. وقال فابيوس - في الكلمة التي ألقاها أمام المؤتمر ووزعت وزارة الخارجية بباريس نسخة منها- أن الهدف من المؤتمر الدولى للسلام "جنيف-2" المنعقد حاليا بمونترو (سويسرا) يتمل في تشكيل الحكومة الانتقالية وليس "الإرهاب" وذلك ردا على دعوة دمشق للتركيز على "مكافحة الإرهاب". وأضاف أن الأمر "لا يتعلق بإجراء نقاش عام حول سوريا، أو إطلاق تهجمات وشعارات دعائية ولا كسب الوقت ولا إلقاء الخطب عبر تكرار كلمة الإرهاب"، ولكن الموضوع يتركز على البحث عن حل سياسي لسوريا وتشكيل السلطة الانتقالية التي تتمتع بكامل الصلاحيات التنفيذية. وشدد رئيس الدبلوماسية الفرنسية على أن حل "المأساة السورية" لايمكن أن يكون "إلا سياسيا"..مشيرا إلى أن الغرض من هذا مؤتمر "جنيف-2" هو سياسي، وواضح، وأكد عليه في الدعوات التي وجهها الأمين العام للأمم المتحدة بان كى مون للمشاركين في المؤتمر، والذي يتمثل في تنفيذ مقررات "جنيف-1" والمتعلقة بالبدء في اتفاق على تشكيل سلطة انتقالية مع سلطات تنفيذية كاملة على أساس الموافقة المتبادلة. وأوضح فابيوس أنه ليس هناك أي غموض أو لبس ممكن حيث ذكر الأمين العام للأمم المتحدة أكد (في الدعوة) أن المشاركة في المؤتمر تعتبر تأييدا لأهداف "جنيف-2"..مشددا على أن باريس تؤيد بشكل كامل هذه الأهداف. واعترف وزير الخارجية الفرنسى بأن البحث عن السلام ليس بأمر سهل حيث أن أي صراع وعنف كهذا يصعب إطفاءه..معتبرا أن إراقة الدماء في سوريا وفى جميع أنحاء المنطقة، والانتهاكات والتجاوزات مستمرة، فلا يجب أن ننسى المجزرة الكيميائية التي ارتكبها (الرئيس السورى) بشار الأسد قبل بضعة أشهر في دمشق، بالإضافة إلى الجرائم الجماعية والتجويع المنظم. وأكد فابيوس أن النظام السورى يتحمل مسئولية كبيرة في هذا الوضع، وفي الوقت نفسه، يتحمل مسئولية الإرهاب الإجرامي، الذي يدعى النظام أنه يقاتله "ولكن هو في الواقع وبموضوعية حليفه"..مضيفا أن الائتلاف الوطني السوري يتحرك وبشجاعة ضد الجانبين "ونحن نؤيده تأييدا كاملا". وأوضح وزير الخارجية الفرنسى أنه في سياق هذا الوضع "الرهيب"، حيث يقتل كل شهر المئات وهناك مئات الآلاف من النساء والأطفال والرجال الأبرياء، ندعو أن يكون هذا المؤتمر بداية لحالة طوارئ، مع وقف لإطلاق النار، وإقامة ممرات إنسانية، وتوصيل الأغذية والأدوية إلى الناجين من السكان.