استضافت وزارة الشباب الدكتورة آمنة نصير أستاذ العقيدة والفلسفة الإسلامية بجامعة الأزهر والشيخ مظهر شاهين إمام مسجد عمر مكرم، مساء اليوم الأحد بمسرح الوزارة، في لقاء حواري ضمن احتفال الوزارة بذكرى المولد النبوي الشريف بحضور خالد تليمة نائب وزير الشباب ومشاركة مجموعة من النشء والشباب. وناقش اللقاء الحديث حول الدروس المستفادة من السيرة النبوية العطرة، والقيم الأخلاقية التي يدعو إليها الدين الإسلامى من بناء للوطن واحترام وقبول الآخر. وفى كلمتها، قالت الدكتورة آمنة نصير إن نشء وشباب مصر بأعمارهم المتفاوتة يمثلون مستقبل البلاد، وعلى الدولة العمل على الحفاظ عليهم وتعليمهم بصورة متميزة وتوعيتهم وتعظيم أخلاقهم ليكونوا بحق ثروة تستفيد منها البلاد، وقطع الطريق أمام من يرغبون في توظفيهم لتدمير أو فساد في الأرض. وأوضحت أن الكراهية بين المواطنين انتشرت بشكل كبير خلال السنوات السابقة في مصر بشكل امتد إلى الإساءة بالنفس البشرية واستسهال إراقة الدماء، مؤكدة أن الشريعة الإسلامية تؤكد على حماية النفس البشرية، وهى أعز عند الله من البيت الحرام كما ذكر النبى صلى الله عليه وسلم، وأن من عظمة الدين الإسلامي نظرته للقيمة الإنسانية. وأكدت أستاذة العقيدة والفلسفة الإسلامية على أهمية تقبل الآخر وتقدير قيمة الاختلاف وتطبيق قيمنا الاخلاقية في عقائدنا وعلى رأسها أمانة الكلمة التي نفقتقدها كثيرا خلال هذه الأونة، مشددة على التمسك بأخلاق سيدنا محمد وقبول الآخر وتعمير الأرض والبناء، والبعد عن الكراهية والحقد وأعمال التخريب. فيما يري مظهر شاهين أن الشعب المصري هو أسلم شعوب الأرض وأكثرهم تفهما للإسلام على حقيقته ووسطيته التي جاء بها سيدنا محمد، مشيرا أن الله عز وجل قدر لمصر رجالا وعلماء أوفياء في الأزهر الشريف استطاعوا أن يحافظوا على رونق الدين الإسلامى من تسامح ووسطية لأكثر من ألف عام، مؤكدا على خطأ الأنظمة التي جعلت من الدين ركيزة لحكمها في عدد من المجتمعات. وتطرق في حديثه إلى أخلاق سيدنا محمد الذي أرسله الله رحمة للعالمين، ومواقفه السمحة، والقواعد التي أرساها عند تأسيس الدولة الإسلامية. وحول الاستفتاء على الدستور، أكدت د.آمنة نصير أن جميع أعضاء لجنة الخمسين لوضع الدستور أساسيين كانوا أو احتياطيين قد اجتهدوا ليقدموا أعظم ما يعرفونه من العلم والتفكير لوضع الدستور الجديد للبلاد الذي يعد ثروة حقيقية، مبينة أن الدستور يراعى المريض والضعيف والمهمش والمرأة والعلم والتعليم والصحة والحكم وحدود مصر المقدسة من حلايب وشلاتين إلى سيناء. ودعت جميع المواطنين للنزول للإدلاء بأصواتهم في الاستفتاء على الدستور كخطوة نحو التفكير الجاد لبناء الوطن والمرور من عنق الزجاجة الذي تعيشه البلاد، قائلة:" كن إنسانا يبنى لبنة في هذا الوطن العظيم من خلال الإدلاء بصوتك في الاستفتاء على الدستور كخطوة يعقبها الخير والبركة والنماء والتنمية والأمن والأمان بحماية رباط أبنائها". وقالت: "إننا نعيش في حصاد ثورتي 25 يناير و30 يونيو، وعلينا جميعا ألا نيأس من التداعيات التي نشهدها فما نعيش فيه أرحم بألف مرة من الأحوال التي نتجت عن ثورات وقعت في الدول الأوربية". مشيرة إلى أن مواطني مصر ينقصهم تقبل الآخر واحترام الاختلاف في الرأي، بالإضافة إلى ضرورة إغلاق أفواهنا قليلا من السفسطة الكلامية التي ابتلينا ولا جدوى لها. ومن جانبه، أفاد مظهر شاهين أن الشعب المصري له دور عظيم في اختيار مصير البلاد والاستفتاء على الدستور والتصويت بنعم، لاختيار مصر الآمنة المطمئنة الفتية، مشيرًا إلى أن جميع المواطنين جنود للتصدي للمعركة التي تمر بها البلاد، خلال الآونة الراهنة، لبناء وطننا. وعقب انتهاء اللقاء، بدأت فعاليات الحفل الديني بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف بمجموعة من التواشيح والابتهالات والأناشيد في مدح سيدنا محمد، قدمها مجموعة من المنشدين والفرق الدينية.