أجرى وزير الخارجية الإثيوبي الدكتور تادروس أدهانوم مباحثات في أديس أبابا اليوم مع نظيره الدنماركي فيلي سوفندال تركزت حول العلاقات الثنائية والاقليمية والقضايا الدولية ذات الاهتمام المشترك. وقالت وزارة الخارجية الاثيوبية - في بيان أصدرته عقب اللقاء - ان المباحثات تطرقت الى الدور الذي تلعبه اثيوبيا على المستويات الاقليمية وخاصة فيما يتعلق بالوساطة بين السودان وجنوب السودان وفي احلال السلام والاستقرار بالصومال. ورحب سوفندال خلال اللقاء بالمبادرات التي طرحت مؤخرا لحل المشاكل الافريقية وخاصة الأزمة في مالي مؤكدا دعم بلاده لمثل هذه المبادرات من خلال توفير التمويل والامدادات اللوجستية. وشدد على أن الدنمارك ستدعم القوات الفرنسية بتوفير الامدادات اللوجستية والنقل وان الدنمارك عازمة على مساعدة القوات الافريقية المزمع نشرها في اطار "بعثة الدعم الدولية بقيادة افريقية" مشيرا الى أن هذا الدعم الدنماركي يعكس سياسة البلاد في توفير الدعم والتمويل كبديل للمشاركة المباشرة. وفيما يتعلق بالعلاقات الثنائية بين البلدين اعتبر الوزير الدنماركي علاقات بلاده مع الدنمارك بأنها ممتازة معبرا عن الأمل في أن يؤدي توقيع اتفاق شراكة بين البلدين في وقت لاحق من العام الجاري الى اقامة علاقة على أعلى مستوى. كما عبر عن اهتمام بلاده بدعم اثيوبيا في "أجندة التنمية الخضراء" الصديقة للبيئة وخاصة في قطاعات النقل والزراعة ومجالات أخرى تحظى فيها الدنمارك بميزة مقارنة. واشار الوزير الى رغبة الدنمارك في اجراء مشاورات سياسية في مجال التحول الديمقراطي ومراعاة حقوق الانسان في اثيوبيا. وفيما يتعلق بقرار الدنمارك انهاء استخدام الوقود الأحفوري بحلول عام 2025 كالتزام نموذجي قال وزير الخارجية الاثيوبي تادروس أدهانوم إن هناك جهودا مماثلة من إثيوبيا لتبني التكنولوجيا الخضراء والصديقة للبيئة كما ظهر في التزامها بتوليد الكهرباء من محطات الطاقة الكهرومائية ومزارع الرياح والطاقة الشمسية. كما اطلع أدهانوم الوزير الدنماركي على دور إثيوبيا في احلال السلام والأمن في المنطقة معبرا عن اعتقاده بأن محاربة العدو الرئيسي للمنطقة وهو الفقر لن يكلل بالنجاح بدون السلام والاستقرار. وأشار الى أن الدبلوماسية الاقتصادية أصبحت عنصرا رئيسيا للسياسة الخارجية لاثيوبيا بهدف الحد من الفقر من خلال تعزيز التجارة والإستثمار، وشدد على أن اثيوبيا ابلغت شركائها بأهمية دور التنمية في الحفاظ على السلام بمنطقة القرن الافريقي التي ابتليت بالحروب والصراعات والحزازات. واستعرض جهود البلاد في تعزيز البنية التحتية والربط الكهربائي من مصادر متجددة لتحقيق التكامل الاقليمي في شرق القارة معبرا عن تفاؤله ازاء امكانية تحقيق الاندماج السياسي اذا استمر التوافق في اطار هيئة التنمية الحكومية "الايجاد" فيما يتعلق بمشاكل السودان وجنوب السودان واريتريا والصومال واذا استمر ايضا السلام والاستقرار النسبي الحالي بالمنطقة. وأشار الى أن استمرار اريتريا في تقويض استقرار المنطقة أمر مؤسف وسلوك غير مسؤول، ووصف أسمرا بأنها قوة سلبية مشاركة في كل انواع المغامرات الاستفرازية وفي التدخل المستمر في الشؤون الداخلية لجيرانها مضيفا أن تصميمها على ان تكون عاملا مقوضا للاستقرار يبدو واضحا في رفضها العنيد للمشاركة في أي محادثات سلام مع إثيوبيا وجيبوتي.