أدانت منظمة العفو الدولية ومقرها لندن، ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بين طرفي الصراع في أفريقيا الوسطى. وذكر راديو "فرنسا الدولي" اليوم الجمعة أن أعمال العنف الطائفية تتواصل في أفريقيا الوسطى، على الرغم من وجود جنود من فرنسا مكلفين بحماية المدنيين. وطلبت المنظمة - في بيان لها اليوم الجمعة - المجتمع الدولي بسرعة التعامل الوضع هناك، وذلك عقب اختتام وفد المنظمة لمهمة استمرت أسبوعين في أفريقيا الوسطى أكدت خلالها تكثيف الفظائع الطائفية. وأضاف الراديو أن بعثة المنظمة المكونة من ثلاثة نواب استمعت لشهود عيان بشأن الانتهاكات التي ارتكبت منذ اندلاع العنف في بانجي 5 ديسمبر الجاري، وعلمت أن مليشيات "المناهضة للسواطير" دخلوا عدة منازل في بعض الأحياء وقاموا بقتل 60 رجلا مسلما، وردا على هذه الأعمال، قامت قوات تحالف "سليكا" سابقا بقتل نحو 1000 رجل خلال يومين ونهب منازل المدنيين. وأكد البيان أن الاعتداءات التي وقعت يومي 5 و6 ديسمبر الجاري أدت إلى خلق روح من الكراهية بين الشعب،لاسيما للجار المسيحي والمسلم. ودعا البيان إلى تشكيل قوة رادعة لحفظ السلام تحت راية الأممالمتحدة، تشارك فيها كافة الدول للمساعدة في تأمين الشعب وحماية السكان في عموم أفريقيا الوسطى وليس العاصمة بانجي. وحثت العفو الدولية الأممالمتحدة على التسريع في مشروع تشكيل لجنة تقصي الحقائق لتحديد مسئولية الجرائم المرتكبة من قبل كافة أطراف الصراع ووضع نهاية للانفلات من العقاب الذي يسود البلاد منذ عدة عقود. وكانت منظمة العفو الدولية قد أعلنت في وقت سابق أن حصيلة قتلى الاشتباكات في جمهورية أفريقيا الوسطى تخطت ألف قتيل. يذكر أن المفوضية الأممية لشئون اللاجئين قد أشارت في وقت سابق إلى وقوع 600 قتيل في تلك الاشتباكات. يشار إلى أن السلطات والمعارضة في أفريقيا الوسطى وقعت هدنة في يناير الماضي إلا أن متمردي حركة "سيليكا" استولوا على العاصمة بعد شهرين من ذلك، واضطر الرئيس المخلوع فرانسوا بوزيزي للهرب من البلاد، فيما نصب زعيم الحركة ميشيل جوتوديا نفسه رئيسا جديدا، ومنذ ذلك الوقت، لا تتوقف المواجهات المسلحة بين مؤيدي الرئيس الجديد ومعارضيه.