ناقش نادي القصة، مساء أمس، كتاب "رحيق الإبداع"، للأديب يوسف الشاروني، وأدار الندوة محمد القصبي، نائب رئيس تحرير الأهرام المسائي. وقال الدكتور أحمد الفقيه، أستاذ الأدب العربي، إن النقد الأدبي يعد "الكتابة على الكتابة"، أي أن الشاروني وهو أحد منتجي الإبداع، قد أخرج نصا حول النصوص، فالكتاب عبارة عن 400 صفحة يحتوي على مقالات نقدية، ويتميز بأنه له اتجاه ونسق، كما يتميز أسلوب الكاتب بالبساطة، ما يتماشى مع تقاليد النقد العالمية، والتي تقدم المعلومة للقارئ العادي وليس المتخصص، فتجد أنك أمام كتابة سهلة بلا تعقيد. وأضاف الفقيه أن أغلب المقالات تتناول مجموعة من أعمال الكاتب، وهنا نجد الشمولية في دراسات لا تهجو ولا تمدح، وهي تقوم على مصادقة العمل الأدبي، ففي الجزء الأول يتناول الشارونى الإنتاج الأدبي المصري على مدى 30 عاما، فهذا الكتاب يغني عن قراءة الكتب الأكاديمية. ووصف الكاتب فؤاد قنديل الشاروني ب"شيخ الأدباء" عمرا وسمات وإبداعا وتأليفا، مشيرا إلى أنه شارف على أن يبلغ ال90 عاما، إلا أنه لازال يسعي للاستماع إلى كل ما يقوله الآخرون بتواضع جم. واستطرد أن الجميل في هذا الكتاب أنه لن يتحدث عن يوسف الشاروني، بل عن أدباء عدة، فهو يقدم نفسه في الآخرين الذين تحدث عنهم، ويعد رحيقا حقيقيا عن مختارات المنتج الروائي المصري خلال ربع قرن من الزمن، ولعل أهم ما جاء فيه أنه لم يغفل الكاتبات العربيات مثل عنايات الزيات وصوفي عبد الله ونوال السعداوي، كما عمل مقارنات أيضا بين الروائيين من حيث الموضوع واللغة والشخصيات. وأبدى قنديل تعقيبا على ما قاله الشاروني في "رحيق الإبداع" عن العامل الديني في الرواية المصرية المعاصرة، والذي يعد هو رائد البحث في هذا المجال، كما تضمن الحديث عن ثروت أباظة ونجيب محفوظ والسحار ويحيا حقي ويوسف السباعي، وغفل إحسان عبد القدوس وفتحي غانم. جدير بالذكر أن الشارونى قدم ثلاثين عملا، 18 عملا في مجال الابداع الأدبى، 12 عملا متنوعا، كما سيصدر ليوسف الشاروني عمل جديد بعنوان "مختارات من القصة القصيرة"، وسيكون من إنتاج قصور التقافة.