سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الصحف الأجنبية.. 25 مصريةً تعرضن للاعتداء الجنسى باشتباكات التحرير.. المصريون أصيبوا بحالة من الإحباط الوطنى.. ومسار التحول السياسى بمصر فى خطر.. و"مرسى" يتبع نفس "تكتيكات" مبارك
سيطر الشأن المصرى على الصحف الأجنبية الصادرة صباح اليوم الإثنين.. فقالت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية "إن أعمال العنف التى شهدتها مصر خلال الذكرى الثانية لثورة 25 يناير تعد مؤشرا مقلقا بشأن مسار التحول السياسى فى مصر". وأشارت الصحيفة إلى زيادة الانقسامات فى الساحة السياسية المصرية، مضيفة أن "مصر تعانى بالفعل من حالة استقطاب حادة، وخاصة فى ظل ظهور حركات غير معروفة، مثل حركة "بلاك بلوك" التى يرتدى أعضاؤها أقنعة سوداء وظهروا فى ميدان التحرير مساء الخميس، وقالوا إنهم "بدوا مستعدين للدخول فى أى مواجهات مع الشرطة". وقالت الجريدة إن "الثقة فى الرئيس المصرى محمد مرسى وحلفائه تراجعت كثيرا بعدما شعر يساريون وليبراليون دعموه خلال جولة الإعادة فى الانتخابات الرئاسية، بأنهم تعرضوا للخداع"، مضيفة أنه "من المهم إصلاح المؤسسات مثل المنظومة القضائية والشرطة، بالإضافة إلى قطاعى الرعاية الصحية والتعليم اللذين عانا على مدار العقود الماضية من الإهمال والفساد". وخصصت صحيفة "الإندبندانت" البريطانية افتتاحيتها للحديث عن تطورات أوضاع العنف فى مصر، مشيرة إلى أن حالة الغليان التى تبدو على السطح أقل بكثير من حقيقتها فى ظل التنافس بين التيارات السياسية وارتفاع وتيرة العنف وظهور حركات جديدة تعلن صراحة تبنيها للعنف. وقالت الجريدة فى افتتاحيتها إنه "ليس وحياً؛ القول بأن تغيير النظام فى كثير من الأحيان يتبعه أعمال فوضوية، سواء كان هذا التغيير قادماً من الخارج، كما فى العراق، أو من الداخل، كما هو الحال فى مصر"، مضيفة أنه "طوال الفترة الماضية شهدت مصر حالة من الغليان بين التيارات المتنافسة، وهى حالة لم يبد منها سوى القليل على السطح، بينما هناك ما هو أكثر تحت السطح، مما أطلق العنان إلى تحول مصر إلى أعمال العنف فى أماكن غير متوقعة". وأضافت الجريدة أن "ملعباً لكرة القدم، والذى هو فى الأساس مكان للمنافسة الشريفة، تحول إلى مكان لفصائل المعارضة لتمارس لعبة العداء وساحة من ساحات الحرب، ففى بورسعيد فى شهر فبراير الماضى، قتل أكثر من 70 شخصا فى أعمال شغب عقب مباراة بين الفريق المضيف، المصرى، وفريق الأهلى القاهرى، وفى الأسبوع الجارى، حكمت محكمة فى القاهرة بإحالة أوراق 21 من المتهمين إلى المفتى، مما يعنى إصدار حكم بإعدامهم، وفى الوقت الذى تصاعدت فيه هتافات الفرح فى قاعة المحكمة، تصاعدت أعمال الشغب والعنف فى بورسعيد مما أدى لمقتل أكثر من 30 شخصا، وأشعل الغاضبون من أهل بورسعيد النار فى مبنى تابع لجهاز الأمن الوطنى (جهاز أمن الدولة السابق)، وجلبت الجنازات يوم أمس مزيداً من العنف، حيث لقى سبعة أشخاص مصرعهم، وأصيب أكثر من 400 آخرين بجروح". وقالت الجريدة إنه "يمكن إرجاع مثل هذه الأخطاء الصريحة فى جانب منها، إلى قلة خبرة الرئيس محمد مرسى سواء على الصعيد السياسى أو الحكومى، فالاقتصاد لا يزال فى حالة يرثى لها، والسياحة لا تزال فى حالة ركود، ولم يحرز أى تقدم سواء فى القضاء على البطالة أو زيادة الخدمات العامة، والفشل انعكس سلبا على فعالية الحكومة، مما يعنى أن مرسى ليس لديه متسع من الوقت، خاصة وأن الانتخابات التشريعية من المقرر إجراؤها أواخر الربيع، وما زالت جماعة الإخوان المسلمين، ومعها مرسى، فى حاجة إلى إقناع الناخبين بأن الحكومة يمكن أن تحسن حياتهم وأن هناك طرقاً أفضل لتسوية الخلافات بدلاً من اللجوء إلى العنف فى الشوارع". وقالت جريدة "بلفاست تليجراف" الإيرلندية "إنه فى الوقت الذى كان من المتوقع فيه أن تغيب عن مصر مصطلحات مثل "حالة الطوارئ" و"حظر التجوال" فى مرحلة ما بعد ثورة 25 يناير، إلا أن تلك المصطلحات عادت إلى مصر من جديد مع إعلان الرئيس محمد مرسى دخول حالة الطوارئ وحظر التجوال حيز التنفيذ فى محافظات بورسعيد والإسماعيلية والسويس. وأضافت الجريدة أن "الإعلان عن حالة الطوارى وحظر التجوال يعنى لجوء مرسى إلى نفس التكتيكات التى كانت تستخدم من قبل نظام الرئيس المخلوع حسنى مبارك، والتى كانت تثير الغضب من سياساته وتبطئ من وتيرة التغيير". وقالت صحيفة "الجارديان" "إنه تم الاعتداء على 25 امرأة جنسياً خلال اشتباكات ميدان التحرير". ونقلت الصحيفة أقوال بعض متظاهرات التحرير اللاتى رفضن الكشف عن هويتهن، وروتن حالات الاعتداء التى تعرضن لها، وكيف أحاط بهن الرجال وتلمسوا أجسادهن، حيث قالت إحدى المتظاهرات للصحيفة: "فجأة كان هناك ستة رجال على جانب واحد من البنايات، وستة من جهة أخرى، حاولوا لمس أجسادنا"، بينما ذكرت أخرى: "التف حولى مئات الرجال فى شكل دائرة ووجدت أيديهم بداخل قميصى وسروالى". وقالت جريدة "واشنطن بوست" إن "حالة الإحباط الوطنى المصرية فى تزايد، فبعد عامين من الثورة والإطاحة بالرئيس السابق مبارك، لم تتحقق بادرة أمل نحو الأفضل والشعب يعيش فى حالة من الإحباط الشديد، لعدم تحقيق العدالة واعتداءات الأمن على المواطنين، والمحاكمات التى يشوبها الفساد". ونقلت الصحيفة عن مايكل وحيد حنا، خبير فى شئون الشرق الأوسط ، قوله: إن الأزمة التى نشهدها تعكس استياء المصريين المتزايد من الرئيس مرسى وبطء وتيرة الإصلاحات، إننا لا نثق بمؤسسات الدولة ولا أحكامها، ومستعدون لاستخدام العنف لرفض كل تلك الممارسات".