رغم تحقيق جماعة الإخوان المحظورة انتصارات متوالية في تهديد حياة الأمنيين واستهداف رجال القوات المسلحة والداخلية؛ وأصبح لا يمر ساعة من ليل أو نهار إلا وفيها دماء تراق وأكمنة ثابتة أو متحركة تستهدفها رصاصاتهم الغادرة؛ ومعها تتلاقى كئوس الفرحة والشماتة في قتلى جدد يشرب نخبها أنصار الجماعة المحظورة. ويبدو أن الجماعة المحظورة تعتمد في قوة بأسها وتبجحها وإظهار شماتتها وكراهيتها للشعب المصرى والسخط على ثورته التي أطاحت برئيسهم من أعلى العرش إلى البرش؛ فلم يترك أنصار المعزول وجماعته أي فرصة يستهدفون فيها أعداءهم سواء في مراكز السلطة بالأجهزة التنفيذية؛ أو معارضيهم ممن يختلفون معهم في الانتماء والتوجهة. أنصار الجماعة الإرهابية بعد أن فقدوا ما اكتسبوه من تلاعبهم وكذبهم طيلة ثمانية عقود مضت، وبعد أن لفظتهم جميع الشوارع والأزقة، وضاقت بهم ساحات الجامعات، فلم يجدوا سوى شبكة التواصل الاجتماعى "فيس بوك" ليبثوا في رواده سمومهم من ناحية؛ ونشر بيانات أعدائهم من ناحية أخرى، حيث تداولت صفحات تابعة لجماعة الإخوان وتطلق على نفسها "ضد الانقلاب" بيانات عدد من ضباط الشرطة بها صورهم الخاصة وعناوين منازلهم تفصيليا، ومعها حساباتهم الخاصة على شبكة التواصل. يأتى ذلك في أعقاب تزايد نبرة التهديدات من قبل أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي؛ وتوعدهم بمزيد من العمليات الإرهابية التي استهدفت عددا من كمائن الجيش والشرطة؛ راح على إثرها عشرات القتلى والمصابين. وكان ممن استهدفتهم تلك الصفحات ضابط شرطة برتبة..، يسكن بحى.. بالزقازيق، بجوار مدرسة...، ومتزوج ولديه.... وحفاظا من بوابة "فيتو" على أروح المواطنين أيا كانت انتماءاتهم أو وظائفهم وتوجهاتهم، قامت بحذف اسم الضابط ورتبته وعنوان مسكنه، كما تدق بذلك ناقوس الخطر الذي يستهدف أراوح المواطنين، ومنهم من يعملون بالأجهزة التنفيذية.