على الرغم من أن حلم الأمومة يراود كل فتاة، إلا أن هناك الكثيرات يصبن بالرعب عندما يحدث الحمل، خوفا من ألم الولادة، أو حدوث أى مشاكل للجنين أو ولادة طفل مشوه. وهذا قد يرجع نتيجة خبراتهن السابقة، أو لحالات مماثلة رأينها، بل إن الأمر قد يمتد إلى ما بعد الولادة؛ فنجد أن هناك من 10 إلى 15 % من النساء يصبن بأمراض نفسية بعد الولادة وخلال فترة النفاس. ويؤكد الدكتور محمود نشأت، استشارى أمراض النساء والتوليد، أن المرأة فى فترة النفاس أكثر عرضة لحدوث اضطرابات نفسية بنسبة تزيد 30 مرة عنها فى فترات العمر الأخرى. ويحدث ذلك خاصة فى الشهر الأول الذى يعقب الولادة، ولذلك تعد معرفة الصحة النفسية للسيدة الحامل أحد عناصر متابعة الحمل الهامة. كما أن هناك فئات من السيدات أكثر عرضة من غيرهن للاضطرابات النفسية بعد الولادة، الفئة الأولى الحمل المتعدد (طفلين أو أكثر)، والفئة الثانية من تعانى من مشكلات زوجية، والفئة الثالثة حالات الحمل غير المرغوب فيه، والفئة الرابعة عوامل بيولوجية وكيميائية؛ بالإضافة إلى الأثر النفسى الذى يسببه الحمل نفسه. وهناك اضطرابات نفسية معروفة فى فترة النفاس تسمى بحزن أو ضيق النفاس، وهى عبارة عن اضطراب فى المزاج، ويحدث بنسبة كبيرة تصل إلى 50 % من السيدات بعد الولادة خلال 3 إلى 6 أيام بعد الولادة. ويشير دكتور نشأت إلى أن ذلك يعود إلى انخفاض معدل هرمون البروجستيرون فى الدم بعد الولادة . وتتمثل علامات ذلك فى حزن وضيق ما بعد الولادة، والبكاء بدون سبب، أو القلق المستمر، ونقص التركيز، والدخول فى حالة اكتئاب وتعكر المزاج. ويتمثل العلاج فى مساعدة السيدة ومعاونتها والوقوف بجانبها واحتوائها، وطمأنتها وشرح سبب حدوث ذلك لها، ولابد من مراقبة هؤلاء السيدات جيدا حتى لا تتطور الحالة للأسوأ، وتدخل فى "اكتئاب النفاس" الذى يحدث ما بين 3 إلى 4 شهور بعد الولادة، والذى قد يؤثر على علاقة الأم بمولودها. وفى هذه الحالة لا مفر من إعطاء بعض الأدوية حتى لا نصل إلى ما لا يحمد عقباه من الانتحار، أو قتل المولود.