ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية الصادرة اليوم السبت أنه فى الوقت الذى باتت فيه العلاقات الدبلوماسية بين الولاياتالمتحدةالأمريكيةوإيران تشق طريقها لاستعادة مكانها من جديد، يبقى الحاجز النفسى عاملا يربك آفاق أى تسوية محتملة بين البلدين. وأوضحت الصحيفة - فى مقال نسبته إلى "راى تاكيه" الخبير فى مجلس العلاقات الخارجية الأمريكى- أن القوى الكبرى مشغولة حاليا بفرض العقوبات على إيران راهنة تخفيفها لهذه العقوبات بقيام طهران بتفكيك الجوانب الرئيسية لبرنامجها النووى، فى حين تتردد إيران فى تقديم أى تنازلات من منطلق اقتناعها بأن توسيع نطاق قدراتها النووية سيعزز من قوتها الدولية. واعتبرت الصحيفة أن أفضل سبيل لتحطيم هذه الحلقة المفرغة لا يكمن فى البحث عن اتفاق كبير بل فى آخر محدود من شأنه كسر حاجز انعدام الثقة بين الجانبين "الإيرانى والغربى" ويحدد إطارا للحد من التسلح. وأشارت الصحيفة إلى أن الاستراتيجية الأساسية للولايات المتحدةالأمريكية فى التعامل مع إيران اعتمدت على تشديد العقوبات الاقتصادية على أمل الضغط على طهران لقبول اتفاق واضح وموثوق به، لافتة إلى نجاح سياسة العقوبات الأمريكية بشكل كبير وهو ما تجلى فى قيام واشنطن بإقناع شريحة كبيرة من المجتمع الدولى بأن يتخلى عن التجارة مع إيران. ورجحت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أنه كلما تأكد نجاح هذه السياسة زاد تردد القوى الغربية فى تبادل أى من مكاسبها فى مقابل إجراء تسوية متواضعة. فى الوقت ذاته، قالت الصحيفة الأمريكية إن القيادات الأمنية تعمل على ترسيخ فكرة مفادها أن الولاياتالمتحدة تستخدم الطموحات النووية الإيرانية من أجل تغيير النظام، ومن ثم ترى هذه القيادات أنه فى حال زادت القدرات النووية لبلدهم ستكون طهران فى وضع أفضل يجعلها تحصل على تنازلات من جانب المجتمع الدولى. ورأت الصحيفة أن الهدف الرئيسى من إبرام اتفاق متواضع ومؤقت مع إيران يكمن فى إبعاد الطرفين عن المواجهات العسكرية فى خطورة ربما تقنع الغرب بأن قيام طهران بوقف تخصيب اليورانيوم عند 20% يمكن أن يمدد الجدول الزمنى للبرنامج النووى الإيرانى ويحد من مخاوف الدول الغربية وإسرائيل منه. إلى جانب ذلك، أوضحت الصحيفة أن إبرام مثل هذا الاتفاق مع إيران سيساعد على إقصائها عن تصورها بأن الدبلوماسية تعد مجرد حيلة لزيادة الضغط على نظامها السياسى. وقالت الصحيفة إنه على الرغم من أن الصراع بين واشنطنوطهران يبدو وكأنه صراع سببه الخلاف بشأن المسائل التقنية، إلا أنه يتوجب تحطيم الحواجز النفسية القائمة بينهما لتسهيل إبرام اتفاق نووى.