فنان يملك الموهبة والعبقرية التى تجعل منه شخصية متفردة، فى 25 يناير 1926 كان ميلاده، وفى 25 يناير 2011 ، كانت الثورة، وما بين الميلاد والثورة 85عاما رحلة إبداع وتوهج موهبة، فبرغم أنه تخطى السبعين، حين وفاته، إلا أن عطاءه لم يفتر أو يتوقف، وحتى آخر لحظة قبل وفاته، كان يعد لعمل جديد، ولأن المخرج "يوسف شاهين" شخصية متفردة، فلم يتردد فى الدخول فى تحديات تهدد شعبية أعماله، إلا إنها كانت فى النهاية تضيف الكثير إلى رصيده الفنى. والنقد عند شاهين كان قاسيا وجارحا، وظهر ذلك جليا حين حمل الفساد مسئولية هزيمة الجيش، الفساد فى المؤسسة الرئاسية، وأعلن عن مواقفه السياسية فى أفلامه (الأرض، العصفور، الاختيار، عودة الابن الضال، وجميلة بوحريد). أخرج "يوسف شاهين" أول أفلامه وعمره 24 عاما بعنوان (بابا أمين )، وذلك عام 1950 تبعه فيلم (ابن النيل)، ثم فيلم (المهرج الكبير)، و(سيدة القطار)، و(صراع فى الوادى)،و(صراع فى المينا)،و(باب الحديد)،و(الناصر صلاح الدين)،و(حب إلى الأبد)، إلى جانب رباعياته الأربع التى تحكى سيرته الذاتية وهى (إسكندرية ليه، إسكندرية كمان وكمان، حدوتة مصرية، إسكندرية نيويورك)، لتقدر أفلامه ب 37 فيلما روائيا وستة أفلام قصيرة. يقدس "يوسف شاهين" الثالوث "الأرض والفلاح والمياه"، وقدم مثالا على ذلك فى تحفة عبد الرحمن الشرقاوى (الأرض) فقدم شخصية "محمد أبو سويلم" أشهر فلاح عرفته السينما المصرية، يتشبث بأرضه ومياهها لأنها العرض والشرف وأساس الحياة، وتصبح كلمات أغنية الفيلم "الأرض لو عطشانة.. نرويها بدمانا " تعبيرا عن تقدير المصرى لأرضه ومياهه، كما قدم من قبل فيلمه (ابن النيل)عام 1951، ليؤكد ولع شاهين بالنيل وما له من خصوصية لديه. ظهر فى مشاهد سينمائية منها "باب الحديد" فى شخصية قناوى، ومشاهد فى فيلم إسماعيل ياسين فى الطيران، وابن النيل، واليوم السادس، وكان آخر ظهوره فى فيلم "ويجا" مجاملة لتلميذه خالد يوسف. وتأتى النهاية "نزيف بالمخ من شدة الضغط" ليرحل يوسف شاهين فى 27 يوليو 1998.