نحتفل هذه الأيام بالذكرى الثانية لثورة يناير المباركة ومولد الرسول الكريم وعيد الشرطة المصرية وكما قال المثل الشعبى "ثلاثة فى الراس توجع" ويبدو أن التجارب أثبتت على مر العصور أن الشعب المصرى بيستكثر الفرحة والضحكة على نفسه بمثال بسيط جداً عندما ترى إنساناً ضاحكاً ومتعالية ضحكاته يسكت فجأة قائلاً "خير اللهم اجعله خير" وكأن الضحك والسعادة يجلبان النكد والشر والعجيب عندما تري شخصاً لديه مناسبة سعيدة أوعرس مثلاً يقول أنا حاطط إيدى على قلبى يارب تعديها علي خير وأيضا عندما يشعر أحدنا بالسعادة الداخلية يحدث نفسه قائلاً: يارب استرها من اللى جاى ياترى إيه اللى هيحصلي؟ أسترها يارب وحتى لا أطيل فى سرد الأحداث يتضح لنا مما تقدم أن الشعب أو بالأحرى الإنسان المصرى "مابيعرفش يفرح" والدليل على ذلك ماتقدم علاوة على حالة الرعب والخوف التى تسيطر على الشارع المصري بمجرد سماع كلمة احتفالات الثورة وكأن هذه نهاية الدنيا ففى أثناء عملى لموضوع ما بمنطقة شعبية والتقاط بعض من الصور الفوتوغرافية سألتنى أم مصرية قائلة : يا إبني هو انتو هتعملوا ثورة تانى ؟ فلم أتعجب لسؤالها فسألتها وحضرتك رأيك إيه ؟ فقالت كفاية يا إبنى اللى احنا فيه حرااااام نعيش فى رعب ولادنا بيخرجوا مانعرفش هيرجعوا تانى ولا لأ؟ فطمأنتها وهمست فى أذنها قائلًا : لا يا أمى ما فيش دى بس احتفالات ؟ فرأيت ابتسامة اطمئنان على وجهها البشوش تملأ الكون فرحاً فشعرت بسعادة غامرة لبث الأمان داخل أم مصرية ورحت أحدث نفسى وأتذكر التاريخ وكيف تغير الثورات تفكير الشعوب ودار فى خلدى سؤال هل تتكرر الثورة كل ستة أشهر أم أن الثورات تتكرر فى حياة الأمم كل قرن من الزمان ولكن فى مصر تكررت مرتين فى قرن واحد وهذا دليل على اختلافنا عن الآخرين ورحت أسأل نفسى ماذا يدور فى أذهان المسئولين ؟ حالة من الذعر والخوف والقلق تسيطر عليهم وأياديهم مرتعشة وقراراتهم عشوائية فهل هذا كله نتيجة للثورة وهل هكذا يكون الاحتفال؟ وخرجت بإجابة مفجعة وهي أن المستقبل مظلم فى ظل جهل وخوف وفقر وتخلف وانهيار أخلاقى ومهني. كلمة لشباب الألتراس بعدما أصبح من يشاهد مباراة فى كرة القدم شهيداً بقرار جمهورى وتساوي مع أبطال حرب أكتوبر بل تعداهم بكثير فى ظل التركيز الإعلامى والسخط الشعبى أتوجه بسؤال لهؤلاء الشباب أمل مصر هل نصبتم من أنفسكم الخصم والحكم والجلاد ؟ وأين القانون ؟ ولماذا تعطيل مرافق الدولة والتجمهر أمام البورصة وفى محطات القطارات وتعطيل مصالح الشعب ؟ لقد أضررتم بمصالح الوطن والمواطنين وأهمس بكلمة فى أذن أولياء أمور هؤلاء الشباب الذين يجلسون فى منازلهم ولا يعملون شيئاً سوى مشاهدة كرة القدم والجرى خلف اللاعبين والفرق الرياضية وطبعاً يتناولون مصروف الجيب من أولياء أمورهم أيها الآباء لماذا لاتسيطرون على أبنائكم؟ هل انشغلتم عنهم؟ حافظوا على أبنائكم مصر أصبح نصفها شهداء كفاية كدة ميزانية الدولة لم تعد تحتمل مزيداً من الشهداء بعدما أصبح هذ اللقب فى متناول الجميع كلنا يعرف من الشهيد ولكننا عن الحق نحيد خوفاً من الهجوم والثوار حتى مشايخ الفتوى أصبح حالهم على غير الحال حتى أنهم من الممكن إصدار فتاوى ملاكي.. فعلاً مصر بتتغير.. عفواً مصر "بتدمّر".