دوما وليس فقط فى يوم مولده العظيم تحار وتعجز الكلمات عند الحديث عن الهادى البشير، عن رسول الله، ونور الهداية الذى هدى الله به السائرين فى الظلمات وأخرج لهم من أنفسهم سراجا للحق والعدل والرحمة والمساواة، رسول الله الذى لا يضيره تخلف المسلمين الحالى وبعدهم عن الحق وتشبثهم بالدنيا والمتاجرة بالدين بثمن بخس، فمن يغلق عينيه دون النور يضير عينيه ولا يضير النور ومن يعرض بعقله وضميره عن الحق، يسىء إلى عقله وضميره ولا يضير الحق، هذا قليل من كثير.. أأمل أن تسال نفسك بعدها: هل من يدّعون أنهم دعاة إلى الله ومرشدو الخير للناس يعرفونه أو يهتدون بهداه ؟ هل هم دعاة أم أدعياء ؟ أترك لك الحكم بعد قراءة تلك المواقف القليلة من حياة خير البشر . من فى العالم أكثر تقدمية وتواضعا عن عظمة حقيقية ورحمة منك يا رسول الله ! من يتخيل أن رجل مثله هدى به الله أقواما وأخرجهم من ظلام الشرك لنور التوحيد، يذهب بكل عظمته إلى بيت شقيق خادمه الطفل ليواسيه فى فقد طائر كان يلهو به ! يا الله هل هناك إنسانية ورقة ورحمة وتواضع عرفها الكون مثل هذه ! من يصدق أنه فى القرن السادس الميلادى يرفض رجل بكل هذه العظمة أن يصف أحد إنسانا بلفظ (الخادم ) إكراما لإنسانية العامل والفقير ويقول قولوا فتاى أو فتاتى ! من مثلك يا حبيبى ويا عظيم الشأن يقف ويأمر أصحابه بالقيام إجلالا لجنازة تمر بهم وعندما يستنكرون ذلك قائلين له (إنه يهودى يا رسول الله ) يعلمهم معنى الإنسانية الحقة بقوله: أو ليست نفسا ! لكن عندما يقف الناس لهذا الرسول العظيم والقائد المظفر لا تأخذه خيلاء النصر بل يهدئ من روع أعرابى وقف أمامه قائلا له )هون عليك، لست بملك إنما أنا ابن امرأة كانت تأكل القديد فى مكة) ويوصى أصحابه بألا يقفوا له قائلا (لا تقوموا كما يقوم الأعاجم يعظم بعضهم بعضا ) ومن مثله يستحق التعظيم ! يذهب للسوق ليشترى حاجة له فيَهُم البائع بتقبيل يده الشريفة فيجذبها مستنكرا: إن هذا تفعله الأعاجم بملوكها ، إنما أنا رجل منكم، رجل منكم ! يصلى فى جوف الليل وتتجافى جنوبه عن المضاجع حتى تتورم قدماه وقد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ولا يرائى بها. لم يعرف أبوالقاسم فتنة السلطان يوما وقد دانت له جزيرة العرب وينام على الحصير حتى تأثر به جنبه المطهر ويرضى بالمساكين جيرانا له بل ويدعو الله بأن يحييه ويميته ويبعثه وسطهم، يا الله وهو الذى فرض الله له خُمس الغنائم لكنه ينفقها فى سبيل الله غير مبال بنفسه الشريفة، يجوع ليطعم الفقراء ويرضى لنفسه بما لا يراضاه لأمته ، يعظم حرمة النفس حتى يقف أمام الكعبة ويقول والله لأن تهدم حجرا حجرا أهون عند الله من دم امرئ مسلم ! تخجل الكلمات أن تصف أحدا بالرقى والتقدمية والإنسانية والرحمة بعدك ! بل يقف ليقول للناس ( أيها الناس، ألا من كنت جلدت له ظهرا فهذا ظهرى فليستقد منه ومن أخذت له مالا فهذا مالى فليأخذ منه أو لا يخشى الشحناء من قبلى فإنها ليست من شأنى، إلا أن أحبكم إلى من أخذ منى حقا إن كان له أو حللنى منه فلقيت ربى وأنا طيب النفس ) تخيلوا المتحدث رسول الله ! إنه العدل المطلق والمساواة المثالية.أترك لكم الإجابة عن سؤالى سالف الذكر: هل يعرفون رسول الله أو يقتدون به ؟