أكد الدكتور محمود الشربينى استاذ العناية المركزة وعضو الجمعية الامريكية لمراحل الطب الحرجة أن على مرضى السكر الذين يؤدون مناسك الحج الالتزام الصارم بالتعليمات والنصائح الطبية لكى يتموا الشعائر دون حدوث أي مضاعافات أو اضطرابات حتى في مستوى السكر في الدم حيث تتطلب مناسك الحج مجهودا يفوق ماتعودوا عليه في الايام العادية مما يجعلهم يواجهون ظروفا استثنائية من حيث نظام التغذية وتغيير المناخ. وقال الشربينى – في تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط – إن إهمال الالتزام بالنصائح والتعليمات الطبية لهؤلاء المرضى يهدد حياتهم وقد يضطرهم إلى الخضوع للعلاج بالعناية المركزة نتيجة تطور الأمر إلى الإصابة بغيبوبة نقص أو زيادة السكر أو القصور الحاد في وظائف الكلى والقلب أو حدوث جلطات بالمخ والاطراف والقلب. وأضاف أن هناك مشكلات صحية يمكن أن تحدث للحجاج عامة ولمرضى السكر بصفة خاصة لابد من العمل على تفاديها مثل ضربات الشمس والنزلات المعوية وحدوث مضاعفات لمرضى القلب وحساسية الصدر والكبد والفشل الكلوي، إلى جانب ضرورة تفادى الحوادث الناتجة عن اندفاع وتزاحم الحجاج. وأوضح الدكتور الشربينى المشاكل الطبية المتوقع حدوثها لمرضى السكر بأنها تتمثل في ارتفاع مستوى السكر بالدم وذلك عند التجاوز في كمية ونوعية الغذاء مع إهمال العلاج أو استبدال الانسولين بالاقراص كما يفضل البعض أثناء الحج دون اذن الطبيب، أو انخفاض حاد في مستوى السكر يمكن أن يؤدى إلى اضطراب الوعى أو حتى الغيبوبة وينتج ذلك بسب زيادة معدلات الحركة أثناء اداء المناسك مما يجعل الجرعة العادية من العلاج الذي يتناوله المريض تقوم بحرق السكر في الدم بطريقة مضاعفة. ونصح مرضى السكر الذين يؤدون فريضة الحج بتعديل الجرعة أو أخذ وجبات غذائية صغيرة إضافية وتناول الزبادى منزوع الدسم قبل النوم لتجنب الهبوط الحاد في سكر الدم، مركزا على أن لقدم مريض السكر أهمية خاصة في العناية، حيث إنها تصبح حساسة نتيجة مضاعفات السكر بالأوعية الدموية والأعصاب، مما يجعلها عرضة للإصابة بالقرح والالتهابات الفطرية والبكتيرية خاصة مع مجهود السير أو الوقوف ولذلك يجب استشارة الطبيب فور ملاحظة تغيرات في لون القدم أو ظهور قرح أو تورم. وأكد ضرورة أن يحمل كل مريض سكر أثناء الحج مصدر لإمداده بالسكر سريعًا (مثل العسل والعصائر) وتناولها عند حدوث أعراض هبوط حاد بسكر الدم مثل الدوخة والعرق الشديد وبرودة الأطراف أو زيادة سرعة ضربات القلب، مشيرًا إلى ضرورة تجنب العطش أو تناول أي أدوية دون وصفة طبية.