سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
حل الأزمة السورية ناصرى 100٪.. الدسوقى: مصر تعيش على ميراث «ناصر».. والإخوان يكرهون الزعيم والدليل «الستينات وما أدراك ما الستينات».. سنوات حكم «جمال» تمتلك مفاتيح أبواب السياسة
الرئيس جمال عبد الناصر استطاع أن يحجز لنفسه مكانا بين الزعماء الذين خلد التاريخ ذكرهم، واستحق بجدارة لقب أول رئيس منتخب من الشعب، وكان رائدا لحركات التحرر في الشرق الأوسط والدول الأفريقية، ومن مؤسسي حركة دول عدم الانحياز، بهذا بدأ الدكتور عاصم الدسوقي، أستاذ التاريخ الحديث،حديثه عن الزعيم "جمال عبد الناصر" ، مضيفًا بقوله : عبد الناصر كان محط أنظار مؤرخي العالم الغربي والعربي على حد سواء، لما أحدثه من طفرة في تاريخ الأمة المصرية، ووضعه لبنة الوحدة العربية، بدءا من عام 1958 والتي انتهت عام 1961. "الدسوقى" أكمل بقوله : مصر الآن تعيش على ميراث عبدالناصر، ولا زالت مصر تعيش على ما قدمه من إنجازات ومشروعات قومية، بدءا من قوانين الإصلاح الزراعي والقضاء على الإقطاع الرأسمالي، وتحقيق حلم المواطن المصري بحقه في التملك من خلال فكره الاشتراكي، ومنذ وفاة عبد الناصر منذ 43 عاما لم يستطع كل من خلفوا عبدالناصر تقديم مشروع طويل الأجل يحيا لسنوات مع المصريين. واضاف : من حكموا مصر بعد عبد الناصر فشلوا في استكمال مسيرته في القضايا السياسية والتنموية، فقد جاء الرئيس الراحل محمد أنور السادات ليعلن انتهاء دولة عبد الناصر، وأراد أن يخط بنفسه دولة جديدة، ولكنه في الحقيقة أراد أن يتخلى عن ميراث عبد الناصر في حقوق الدولة، ومنذ عام 1974 أعلن السادات عن سياسة الباب المفتوح والاقتصاد الحر، ونتج عن هذه السياسة إحياء للرأسمالية وعودة الإقطاعيين وتوغل رأس المال، وتخلي الدولة عن دورها في التكافل الاجتماعي للمواطنين الذي وضع حجر أساسه عبد الناصر. وأوضح "الدسوقي" أن كل من حكموا مصر بعد عبد الناصر، السادات والرئيس المخلوع محمد حسني مبارك والرئيس المعزول محمد مرسي، جميعهم عجزوا عن إيجاد الخطط البديلة لتنفيذ المشروعات التنموية التي بدأها عبد الناصر، هناك قضايا عدة ما زالت مطروحة على الساحة ولم يقدم لها أي رئيس حلولا، رغم تعاقب ثلاثة رؤساء على حكم مصر بعد عبد الناصر، ولا يزال الفكر الناصري واستراتيجية عبد الناصر ما زالت القادرة على حل تلك القضايا، منها قضية العدالة الاجتماعية والتكافل الاجتماعي، أما في النطاق السياسي فالأزمة السورية الحالية كان "ناصر" سيتعامل معها بالحفاظ على النسيج العربي والوحدة العربية، كان التعامل سيحدث من منطلق المصالحة العربية، وليس الخضوع للسيطرة والهيمنة الأمريكية التي يود فرضها الرئيس الأمريكي الآن، ولما لا – والحديث لا يزال ل"الدسوقي"- خاصة أن معظم القضايا التي تحدثنا عنها سواء كانت على المستويين الاقتصادي والاجتماعي أو السياسي كقضية العدالة الاجتماعية أو الوحدة العربية، هي ليست قضايا وقتية، وإنما خاضعة للظروف المحيطة بها، وكل ما يعيش فيه المواطن المصري من ظروف، طالما أن تلك الظروف ثابتة، كذلك الحال في قضية الوحدة العربية التي طالما نادى بها عبد الناصر، وكذلك الحال بالنسبة لقضية عدم الانحياز - نشأت عام 1955- والتي وصفها الرئيس الأمريكي الأسبق "ايزنهاور" بأنها سياسة غير أخلاقية، وهذا بالطبع لأنها تتعارض مع التفوق الأمريكي ومصالح أمريكا مع إسرائيل. وتعقيبا على مقولة الرئيس "المعزول" محمد مرسي كشف "الدسوقى" أن جملة "الستينيات وما أدراك ما الستينيات" التي كان الرئيس المعزول محمد مرسي يرددها بكثرة، كانت تعبر عن مدى تأثير عبد الناصر في عقلية الإخوان، لأن جماعة الإخوان المسلمين والجماعات الإسلامية لا تحمل في عقليتها ولا تاريخها إلا الكراهية الشديدة لجمال عبد الناصر وكل مناصريه، وهذا الكره ليس لأن عبد الناصر أضر بالصالح العام المصري والاقتصاد القومي- على حد زعم كثير منهم - ولكن للأسف جماعة الإخوان المسلمين كلها وعلى رأسها الرئيس المعزول محمد مرسي حولت قضيتهم مع عبد الناصر لعداء شخصي بسبب إعدام الشيخ سيد قطب في عهده. وعن سبب كراهية أمريكا وإسرائيل للرئيس الراحل قال "الدسوقي": أفكار عبد الناصر كانت دائما ما تشكل الخطر الأكبر على التوغل الغربي بشكل عام والأمريكي بشكل خاص في المنطقة العربية، لذا قامت أمريكا وإسرائيل بالتحديد بشن حرب شرسة ضده، وتسخير قواهما لتشويه صورته منذ توليه الحكم حتى يومنا هذا، وظهر ذلك في محاربة قضية الوحدة العربية التي نادى بها عبد الناصر، حتى حدث الانفصال عن سوريا وتفكيك الجمهورية العربية المتحدة، إثر الانقلاب الذي قام به عبد الكريم النحلاوي في سوريا نتيجة لقوانين الإصلاح الزراعي وتحديد الملكية الذي أصر عبد الناصر على تطبيقه في سوريا مثل مصر، مما أغضب الإقطاعيين والأثرياء.