حذر رئيس الوزراء اللبناني المستقيل نجيب ميقاتي من أن المخاض الذي يعيشه العالم العربي بات يهدد كياناته ويسقط قضية العرب المركزية الا وهي "فلسطين". وأبدى ميقاتي الاسف في كلمة خلال مأدبة غداء أقامها اليوم الجمعة في مقر رئاسة الحكومة بالسراي الكبير تكريما لوفود المحامين العرب لغرق بعض الاوطان العربية بشلال الدم بشعار من هنا وعصبية من هناك لكن النتيجة أن الشعب العربي يذبح والعدو الأول "إسرائيل" ينتصر. وشدد ميقاتي على الاتحاد وضرورة عدم مزج الحريات بالتعصب أو المغالاة أو العنف أو الحرب أو كل ما هو يدعي للحرية والاديان وهو أبعد ما يكون عنها، مشيرا إلى أن حكومته اعتمدت سياسة النأي بالنفس بينما الضحية الوحيدة هو الشعب السوري. وأكد رئيس الوزراء اللبناني المستقيل أن التاريخ لن يرحم فيما العرب عاجزون حتى الآن عن كتابة تاريخهم والاقتتال أعاد العرب عشرات السنين إلى الوراء، مشيرا إلى أن بلاده تنوء تحت وطأة هذا الحمل الثقيل بينما تزداد جراح انقسامات اللبنانيين السياسية والتي تتسبب بشلل في الحياة العامة وعرقلة عمل الدولة. وشدد على أن الحوار هو السبيل الوحيد لحل مشكلات لبنان وليس هناك سبيل الا بعودة المسار الدستوري لطبيعته بحيث يتم تشكيل حكومة جديدة تعالج المشاكل لحفظ البلاد وصون استقرارها. وأكد ميقاتي على أن مصلحة لبنان الوحيدة تكمن بتسريع الحل السياسي في سوريا وعودة السلام اليها وأي رهان غير ذلك بمثابة مغامرة لا يتحمل لبنان نتائجها. وأهاب بالعرب أن يتفهموا واقع لبنان بتأثره بما يجري في العالم العربي وعدم قدرته على تحمل أي عبء أضافي وتجنيبه المخاطر.