تمثل مدينة دمياط الجديدة مركزًا مهما لأنصار جماعة الإخوان ليس في دمياط وحدها ولكن في قطاع الدلتا كله، فعلاقة جماعة الإخوان بالمدينة ممتدة منذ زمن بعيد. واعتمدت الجماعة منذ بداية التسعينيات على شاطئ المدينة ليكون مقرًا للمعسكرات الخاصة بها، وهو ما رصدته الأجهزة الأمنية في وقتها، كما رصدت تجمعات لأعضاء من جماعة الإخوان بمحافظات بعيدة تجد في المدينة البعيدة بعض الشىء مركزًا مناسبًا لممارسة طقوس الجماعة. وتمثل المدينة الآن مركزًا قويا للجماعة نظرًا لوجود أعداد كبيرة من قيادات جماعة الإخوان فيها، على رأسهم الدكتور سعد عمارة القيادي الإخواني ووكيل لجنة الدفاع بمجلس الشورى المنحل، إلى جانب وجود منزل ومستشفى تخص الدكتور أشرف عز الدين المسئول الإداري للإخوان بدمياط، وأشرف أسعد زهران مسئول لجنة الأشبال على مستوى المحافظة، وصابر عبد الصادق القيادي وعضو مجلس الشعب الأسبق، إلى جانب إقامة العديد من قيادات الصف الثاني بالمدينة، فضلا عن عملهم في المصانع الموجودة في المنطقة الصناعية حيث يوجد 4 مصانع تعمل في صناعة الأثاث يملكها أعضاء بجماعة الإخوان. وفي الآونة الأخيرة، وبعدما انتفض أهالي دمياط ضد مسيرات الإخوان وتصدوا لها عشرات المرات، رافضين تنظيمها خوفًا من وقوع اشتباكات بين الأهالي والإخوان، من ناحية، وكرهًا في الجماعة من ناحية أخرى، وجدت جماعة الإخوان ضالتها في مدينة دمياط الجديدة، حيث أصبحت تمثل المكان الوحيد لمسيرات ووقفات الجماعة على الرغم من خروج أهالي دمياط الجديدة أكثر من مرة ضد المسيرات، إلا أن أعدادهم تسمح بتنظيمها، لاسيما مع اختيارهم التوقيت المناسب والمفاجئ، وهو ما جعل قيادات الجماعة تختار مدينة دمياط الجديدة لتكون أول مدينة تعلن فيها اعتصامًا إقليميًا أمام المجمع الإسلامي في المدينة على غرار اعتصام رابعة العدوية، ولكن قوات الأمن فضته. واعتمدت جماعة الإخوان على السوريين المقيمين بمدينة دمياط الجديدة بعد نزوحهم إلى مصر، وتعمل على إطعامهم وتسكينهم وتشغيلهم وهو ما يبرر وجود السوريين في تظاهرات الإخوان، خاصة أن لديهم مخاوف من قطع رزقهم، في حين يؤكد البعض أن هناك سوريين ينتمون للإخوان ويحملون السلاح في تظاهراتهم. في الوقت ذاته، اعتمد الإخوان على عدد من المسجلين خطر من المقيمين في منطقة «المساكن المحتلة» ليقوموا بحماية التظاهرات، خشية تعرض أهالي دمياط الجديدة لهم، نظير مبالغ مالية كبيرة. وفي سياق متصل، أكد مصدر أمني أن قوات الشرطة ترصد كل تحركات الجماعة بمحافظة دمياط بشكل عام ومدينة دمياط الجديدة بشكل خاص، مضيفا أن قوات الشرطة رصدت خلال اعتصام المجمع الإسلامي للإخوان نهاية شهر رمضان الماضى وجود أسلحة نارية وبيضاء وتم تحريزها.