خاطر لاح لي عند قدوم شهر سبتمبر وقد تذكرت أشهر خريف مر على مصر في عام 1981 وقد أطلق عليه لاحقا" خريف الغضب" بحسب تعبير الأستاذ محمد حسنين هيكل في كتاب شهير صدر بهذا العنوان. وتبدأ مقدمات خريف الغضب يوم أن اعتقل الرئيس السادات من اعتقل من رجال السياسة والصحافة والفكر والأدب فضلا عن عزل قداسة البابا شنودة وتشكيل مجلس بابوي لإدارة الكنيسة وقتها خطب الرئيس السادات مفندًا أسباب قرارات الاعتقال في غضب جم وقد كان الخطاب الأخير للرئيس السادات أمام مجلس الشعب وقد جاءت اعتقالات سبتمبر من ضمن مسببات اغتياله وقد فعلها تنظيم الجهاد الشهير وقد وجد فرصة اعتقال محمد الإسلامبولي - أحد أعضاء الجماعة الإسلامية-شقيق أحد ضباط الجيش فرصة لحث الملازم أول خالد أحمد شوقي الإسلامبولي ليكون قائد الأربعة الذين قتلوا السادات في ساحة العرض العسكري ظهيرة يوم السادس من أكتوبر سنة 1981. خريف الغضب كان اللبنة الأولى لدوام خريف مصر حتى الآن وقد قتل الرئيس السادات شهيدًا من جماعة إرهابية لاصلة لها بالدين ليتولى الحكم نائبه حسني مبارك لثلاثين عاما بدأها خفيض الصوت وإنهاها طاغية ديكتاتور جرف مصر من مقدراتها وضيع حقها في الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية. ولأجل هذا لم يكن مستغربًا أن يُسقط الشعب نظام حكمه إثر ثورة 25 يناير سنة 2011 ولم يكن مستغربًا أيضًا يثب الإخوان على حكم مصر استغلالا لعاطفة شعب دين بطبعه صدق أنهم بحق إخوانا مسلمين وقد خاب رجاء مصر فيهم لتشب ثورة جديدة في 30 يونيو 2013 لأجل إنقاذ شعبها من براثن الشيطان المتمثل في جماعة الإخوان. وفي ذكرى أشهر خريف غضب في مصر "الساحة" لاتخلو من أطياف الأمس فقد خرج مقدم المخابرات الحربية الشهير" عبود الزمر" عضو تنظيم الجهاد المتهم باغتيال الرئيس السادات من السجن في أعقاب ثورة 25 يناير وكذا في معيته طارق الزمر فضلا عن السماح لأعضاء الجماعة الإسلامية الهاربين لخارج مصر بالعودة مُجددا وكانت فجيعة مصر بأسرها في العام الماضي وفي عهد الإخوان يوم أن تم الاحتفال بنصر أكتوبر وهو أيضا ذكرى مقتل الرئيس السادات في ستاد القاهرة بحضور قتلة الرئيس السادات من أعضاء تنظيم الجهاد وما يسمى بالجماعة الإسلامية. وذلك ضمن خطايا كثيرة ارتكبها الرئيس المعزول محمد مرسي، ويستمر خريف الغضب في عام 2013 وقد جاوز الظالمون المدى ليفوض الشعب الجيش والشرطة لأجل التصدي للإرهاب وهو أيضا نفس الإرهاب الذي حذر منه الرئيس السادات في خريف 1981 وقد انتهى الأمر بقتله دون دوام في تتبع القتلة الفجرة أعداء الدين الذين ابتغوا السلطة وكمنوا لها ثلاثين عاما " لتأتي" لعام هو الأسوأ في تاريخ مصر إلى أن زالت عنهم للأبد بعد أن وقر يقينا أنه لاهم لهم سوى السلطة نأيا عن الدين ولأجل هذا لفظتهم مصر بأسرها إلى يوم الدين.