"عندما أكون في البيت لا أفكر إلا في أمور قديمة جدا في الطفولة والصبا والشباب، كان بيتنا عامرا بالأحباب، وذات يوم نزل بنا ضيف لم أره من قبل، وحرصا على راحته أرسلني أبي لألعب بعيدا، ولما رجعت وجدت البيت خاليا، فلا أثر للضيف ولا للأحباب". هكذا يصف صاحب نوبل الأديب العالمى الراحل نجيب محفوظ حياته، فالأخيرة كان يراها مثل "تورتة الفرح" يمكن تقطيعها إلى مراحل بداية من الميلاد والطفولة ومرورا بمرحلة التخرج وكتابة أول رواية انتهاء بحصوله على"نوبل" ومرحلة أرذل العمر. ويروي محفوظ أنه ولد يوم الإثنين 11 ديسمبر1911 لافتا إلى أنه كان يلقب ب "السبيلجي"، حيث كان له جده ناظر كتاب وللكتاب سبيل وكان دائما يحكي لأصدقائه هذه الحكاية فقالوا له "إطلع يا ابن السبليجي"، أما عن اسمه "نجيب محفوظ" والذي اكتشف قصته مؤخرا عندما سأل والدته: من هو "محفوظ"؟ أنا اسمي نجيب عبدالعزيز، ضحكت من قلبها وقالت: أنت نجيب محفوظ، هذا اسمك، أما والدك فهو عبدالعزيز إبراهيم. ولهذا الاسم قصة غريبة حيث كانت ولادته سيئة جدا وقام والده باستدعاء أشهر طبيب توليد في مصر وقتها وكان اسمه نجيب محفوظ والذي تسبب في أن يخرجه للحياة سالما لذلك أطلق عليه هذا الاسم المركب "نجيب محفوظ" تيمنا باسم الدكتور. حمل بيت "محفوظ" رقم 8 في شارع "ميدان" ببيت القاضي في الجمالية، لم يكن البيت كبيرا وفقا لوصفه لكنه مكون من ثلاثة طوابق وكانت غرفته في الدور الثاني مع والدته، وبعد زواج شقيقاته انتقلت الأسرة إلى حي العباسية وللأخير شرفتان كان يتابع من خلالهما معارك ثورة 1919 بين أفندية ورجال الأزهر الذين كانوا يقذفون الإنجليز بالحجارة.