هناك صباحات نستيقظ فيها ونحن نحمل داخلنا أسئلة أكثر مما نحمل إجابات. ننظر إلى الطريق فنراه متشابكًا، وإلى المشكلات فنجدها بلا نقطة بداية، وإلى الأبواب فنشعر وكأنها جميعًا مغلقة بإحكام. لحظات يقف فيها الإنسان أمام نفسه عاجزًا، لا يعرف ماذا يفعل، ولا من أين يبدأ، ولا بأي قوة يكمل. وربما يزدحم العقل باحتمالات كثيرة، لكن ولا احتمال منها يبدو عمليًا أو مطمئنًا. وفي وسط هذا الارتباك، تأتي الكلمة الإلهية مرفوعة في صلاة قلبية صادقة: «وَنَحْنُ لَا نَعْلَمُ مَاذَا نَعْمَلُ، وَلَكِنْ نَحْوَكَ أَعْيُنُنَا» (2أخبار 12:20). هذه ليست مجرد عبارة، بل هي موقف داخلي، إعلان صريح بأن الإنسان مهما بلغ من خبرة أو قدرة أو حكمة، يصل دائمًا إلى لحظة يشعر فيها أنه لا يرى الطريق.
ولكن اللحظة ذاتها، إن وُجهت نحو الله، تتحوّل من مأزق إلى بداية جديدة. فالمشكلة ليست في الظلام أمام القدمين، بل في الاتجاه الذي تختاره العين. والإنسان الذي يظل ينظر إلى نفسه، إلى قوته، إلى خبرته، أو حتى إلى مخاوفه، سيظل يدور في نفس الدائرة. أمّا الذي يرفع عينيه نحو الله، فإنه يبدأ أول خطوة في الطريق الصحيح، حتى لو لم يعرف إلى أين تقوده هذه الخطوة.
ليس المطلوب أن تكون قويًا، ولا أن تفهم كل شيء، ولا أن تمتلك خطة كاملة. يكفي أن تتواضع أمام الله وتقول: "أنا لا أعلم ماذا أفعل ولكن إليك أرفع عيني." هذه الجملة وحدها قادرة أن تغيّر شكل اليوم كله. لأن الله وحده يستطيع أن يفتح الطريق الذي لا تراه، وأن يضيء لك مكانًا ظننته مغلقًا، وأن يعطيك حكمة في أمر كنت تظنه بلا حل.
كثيرًا ما نظن أن الحل يأتي حين نجد القوة، بينما الحقيقة أن الحل يبدأ حين نتخلى عن الاعتماد على القوة. ففي اللحظة التي تترك فيها قوتك جانبًا، تفسح المجال لنعمة الله أن تعمل، وتسمح للنور أن يدخل من الأماكن التي لم تتوقعها. وقد نمر بمواقف تبدو معقّدة إلى حدّ أن العقل يعجز عن ترتيبها، ولكن الله لا تربكه التفاصيل.
وقد نتألم من طرق مسدودة، بينما الله يرى من فوق ما لا نراه من الأرض. وقد نقف أمام صعوبة نعتقد أنها النهاية، بينما الله يعدّها بداية لشيء أعمق، أفضل، وأصلح لنا.
إن رفع العين إلى الله ليس هروبًا من الواقع، بل هو دخول إلى عمقه الحقيقي، لأن الله هو الوحيد الذي يرى الصورة كاملة. وعندما نقول: "نحوك أعيننا" فنحن نعلن أيضًا ثقة. ثقة بأن الله لن يتركك معلقًا في منتصف الطريق، وثقة بأنه سيعطيك قوة يومك وقت أن تحتاجها، لا قبل ذلك ولا بعده. عيد الصليب.. قوة المسيحيين كلمته نور وثقة بأن النعمة التي ترشدك لن تخذلك، وأن الإرشاد الإلهي لا يأتي متأخرًا أبدًا، حتى لو ظن القلب خلاف ذلك. إن الله ما زال قادرًا أن يفتح لك الطريق الذي لا تراه الآن. وما دمت رافعًا عينيك إليه، فلن تضلّ. قد لا تفهم الخطوة التالية، ولكنك ستعرف دائمًا من يمسك بيدك. وهذا وحده يكفي ليصير الطريق مطمئنًا، حتى لو كان مجهولًا. ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار ال 24 ساعة ل أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري ل أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية. تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هنا