لا شك أن المنتج هو الضلع الأول والرئيس في العملية الإنتاجية، فهو من تجتمع عنده كل عناصر العمل الفني، بدءًا من الورق فالمخرج فالممثلين فالفنيين، كل شيء حتى يرى العمل النور، والمنتج في مفهومه الحقيقي يختلف تماما عن الممول، أي الشخص أو الجهة التي تتولى مهمة تمويل العمل والصرف عليه. وليس من الضروري أن يكون هذا الممول ملمًا بكل عناصر العمل الفني، فقد يكون تاجرًا أو مستثمرًا هدفه الربح المادي في المقام الأول وهذا مشروع أكيد. وذلك على خلاف المنتج الحق الذي يتحتم عليه لكي ينجح ويستمر أن يكون مؤهلًا وفاهما تماما للعملية الإنتاجية، ويا حبذا لو مارس العديد من المهن السينمائية قبل اتجاهه للإنتاج، مثلما فعل معظم المنتجين في العصر الذهبي للسينما المصرية في الخمسينيات والستينيات.. فكان هؤلاء المنتجون يتمتعون بكل الصفات الفنية التي تمكنهم من اختيار كل عناصر العمل السينمائي الناجح والمتميز ولم يكونوا مجرد ممولين يملكون المال فحسب.
ولكن للأسف اختلط المفهومان بشدة في العشرين عامًا الأخيرة وأصبح كثيرون ممن لديههم بعض المال يقتحمون مجال الإنتاج!، وهو ما أدى إلى حدوث تراجع مخيف في مستوى الأفلام المنتجة وصرنا في أزمة حقيقية تبحث عن حل ومخرج خارج الصندوق. منتجون حقيقيون وفي تاريخ السينما المصرية الحافل العديد من المنتجين الذين جمعوا بجدارة وكفاءة كبيرة بين المسميين الممول والمنتج، وحققوا نجاحات باهرة وصارت الكثير من أفلامهم ضمن الكلاسيكيات الرائعة، من أشهرهم رمسيس نجيب وحلمي رفلة وحسن رمزي وإسماعيل الكردي 'دولار فيلم' وجمال الليثي. ومن النساء عزيزة آمير وآسيا داغر وماري كويني والرائدات الثلاث كان لهن نصيب بارز في تطور وازدهار صناعة السينما في مصر خلال مرحلة البدايات وحتى العصر الذهبي لهذه الصناعة. وهو ما أكد على الدور الكبير الذي لا غنى عنه للمرأة كمنتجة سينمائية منذ انطلاق الشرارة الأولى للسينما المصرية وطوال تاريخها حتى الآن. أم السينما قد يعتقد الكثيرون أن الرجل المنتج هو صاحب الفضل الأول وراء ظهور السينما في مصر وتطورها، كون العملية الإنتاجية شاقة ومتشعبة لا يقدر عليها سوى الرجال فقط. ولكن الحقيقة عكس ذلك تماما، فلم يكن للمرأة المنتجة دور رئيس فقط في السينما المصرية، بل إن السينما في مصر بدأت وقامت بأيدي المرأة كمنتجة وممثلة أيضًا. حيث كسرت النساء القيود المجتمعية الصارمة أواخر العشرينيات وبداية الثلاثينيات وكن أكثر جرأة من الرجال، فجاءت مغامرة الفنانة المنتجة الرائدة عزيزة آمير بفيلم ليلى عام 1927 أول فيلم مصري روائي طويل، ثم تبعته بعد ذلك ب20 فيلمًا لعبت بطولتها وانتجت بعضها ولهذا استحقت عن جدارة لقب أم السينما المصرية، وفي نفس الفترة ظهرت أيضا ممثلات منتجات كأمينة محمد وبهيجة حافظ وفاطمة رشدي. ولكن جاء الإسهام الأقوى على يد الرائدة الحقيقية للسينما المصرية رغم أنها كانت لبنانية الأصل آسيا داغر التي مثلت 14 فيلما وأنتجت 49 معظمها من العلامات البارزة.. آمير الانتقام، رد قلبي، الناصر صلاح الدين، ثم جاءت ابنة شقيقتها ماري كويني اللي صنعت عدد كبير من الأفلام الناجحة أيضًا. ومن المنتجات المهمات كذلك مديحة يسري التي أنتجت 18 فيلما منها الأفوكاتو مديحة،، صغيرة على الحب، ماجدة بأفلام مهمة مثل، جميلة، العمر لحظة.
وفي حقبة الثمانينيات دخلت نبيلة عبيد مجال الإنتاج بمجموعة من الأفلام عن قصص للأديب إحسان عبد القدوس منها الراقصة والطبال، الراقصة والسياسي.. وفي التسعينيات ظهرت المخرجة المثيرة للجدل إيناس الدغيدي وأنتجت 7 أفلام منها استاكوزا، مذكرات مراهقة. ومع مطلع الألفية الجديدة برزت الفنانة إسعاد يونس بالشركة العربية للإنتاج السينمائي بعدد كبير من الأفلام منها بنتين من مصر، واحد من الناس، زهايمر، وفي السنوات الخمس الأخيرة طرحت المنتجة شاهيناز العقاد نفسهامن خلال عدد من الأفلام الجيدة مثل رأس السنة، فرق خبرة، رحلة 404.
أحدث طبعة أما أحدث طبعة من المرأة المنتجة فهي الإعلامية والمنتجة الشابة آلاء لاشين، شركة AH Media Production التي انضمت مؤخرا إلى قائمة المنتجات المبدعات في تاريخ السينما، وأعلنت عن نفسها بقوة كمنتجة واعدة تحمل فكرا مختلفا وطموحا كبيرا من خلال فيلمها الأول كمنتجة منفردة 'قصر الباشا' الذي طرح بدور العرض من أيام قلائل.. ورغم أنه لم يحقق سوى 6 ملايين ونصف المليون جنيه فقط في أسبوع عرض، إلا أن هذا لا ينفي كونه فيلما جيدا ومختلفا كثيرا عن المعروض والسائد من الأفلام التي يغلب عليها الطابع الكوميدي والأكشن والحركة واللا مضمون. وكما قلنا مرارًا وتكرارا في مقالات سابقة إن الإيرادات ليست بالضرورة مقياسا على جودة أو ضعف الفيلم، وذكرنا أمثلة كثيرة على أفلام حصدت أرقام قياسية في شباك التذاكر خلال الفترة الأخيرة وكان مستواها متوسط وضعيف. قصر الباشا يعد تجربة جريئة سينمائية تستحق التوقف عندها، تدور في أجواء من الجريمة والغموض والإثارة والتشويق في مكان واحد. لعب بطولته المجتهد النشيط أحمد حاتم مع ضيف الشرف النجم الكبير حسين فهمي والجميلة التي تجمع بين البراءة والشقاوة مايان السيد، السعوديان محمد القس وسمية رضا، حمزة العيلي، نبيل عيسى، صدقي صخر، أحمد فهيم، تأليف محمد ناير وإخراج محمد بكير. أعمال السير الذاتية.. قليل من النجاح كثير من الفشل! منى زكي.. الذكاء قبل الموهبة أحيانًا! تجربة سينمائية مختلفة وجديدة لم تخل من العيوب والهنات ولكنها تستحق التحية لكل صناعها ونجومها، وللمنتجة الواعدة آلاء شاهين بعد المشاركة في إنتاج بعض الأفلام مثل الجريمة لأحمد عز والإنس والنمس لمحمد هنيدي، وعلمت أن لديها خطة طموحة تتضمن عدة مشروعات سينمائية قوية في الفترة المقبلة.. أولها فيلم منتظر بعنوان هيروشيما، بالمشاركة مع السيناريست والشاعر أيمن بهجت قمر من تأليفه وإخراج أحمد نادر جلال وبطولة النجم أحمد السقا مع كوكبة من النجوم منهم مي عمر، باسم سمرة، بيومي فؤاد، شيرين رضا، حنان مطاوع والمقرر البدء في تصويره خلال أيام قليلة، وفيلم آخر رعب بعنوان الساعة 12 لمخرج قصر الباشا محمد بكير. ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار ال 24 ساعة ل أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري ل أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية. تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هنا