الطرق المصرية صارت شواهد صامتة على أحزان لا تنتهي، لحظة واحدة تكفي لتسرق حياة كاملة، وأحلام تتبدد قبل أن ترى النور، السؤال يفرض نفسه بقسوة: إلى متى ستظل الأرواح تُزهق بلا ذنب، وحياة الأبرياء تُقتطع بين عجلات المركبات؟ كل حادث ليس مجرد رقم في تقرير مرور، بل حكاية قلب فارق الحياة، وأمٍّ فقدت فلذة كبدها، وأحلام شباب لم تكتمل، وأسر صارت بلا معيل، هذه هي دماء الطريق، والواقع المؤلم الذي يتكرر كل يوم بلا توقف. إسماعيل الليثي.. حياة توقفت في حادث رحل عن عالمنا المطرب الشعبي إسماعيل الليثي بعد حادث مأساوي على الطريق الصحراوي الشرقي بمحافظة المنيا، راح ضحيته خمسة آخرون في سيارة أخرى، رحيل الليثي بمثابة سيناريو درامي متكرر لا ينتهي، وجرس إنذار بأن نزيف الطرق لم يتوقف بعد، وأن الأرواح لا تزال تُزهق بسبب التهور والإهمال والعديد من الأسباب، صوته الذي كان يملأ الأفراح أصبح صدىً صامتًا على الأسفلت. شهداء لقمة العيش.. دماء خرجت للكسب الحلال فلم تعد تظل مأساة شهداء قرية طوه بمحافظة المنيا الذين لقوا حتفهم في حادثٍ مروع بمدينة سمالوط، محفورة في الذاكرة: تسعة شباب خرجوا صباحًا يسعون وراء رزقهم الحلال، خمسة منهم من أسرة واحدة واثنان إخوة، عادوا في نعوش بيضاء، لكن دماءهم صرخت بأن الطريق يجب أن يكون سبيلًا للحياة، لا فخًا للموت.. هؤلاء ليسوا أرقامًا.. إنهم وجوه تعبٍ وأمل، غلبهم الطريق قبل أن يحققوا أحلامهم، وقلوب أهاليهم ما زالت تنزف من فراقهم. حوادث مأساوية وإحصاءات صادمة تشهد مصر سلسلة من الحوادث المروعة، منها: الطريق الإقليمي بالمنوفية: وفاة السائق و18 فتاة وإصابة 3 أخريات، تلاه حادث آخر أدى إلى وفاة 9 أشخاص وإصابة 11 آخرين، وحادث الصعيد بالصحراوي الغربي قرب سوهاج: 17 قتيلًا و5 مصابين. ووفق الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، بلغ عدد المتوفين في حوادث الطرق 5,260 شخصًا عام 2024، فيما سجّل عدد الإصابات 76,362 إصابة مقابل 71,016 إصابة عام 2023، بنسبة ارتفاع 7.5٪، ما يعكس استمرار التحديات رغم التطويرات الحديثة. أسباب الحوادث على الطرق تتعدد أسباب الحوادث في طرق الجمهورية بين: السرعة الزائدة، القيادة تحت تأثير المخدرات، حالة الطقس، وسلوك مستخدمي الطريق، وربما حالة بعض الطرق نفسها، وتشير الدراسات إلى أن العنصر البشري مسؤول عن 67٪ من الحوادث، ما يستدعي رفع مستوى الوعي وتطبيق القانون بصرامة، لضمان أن يعود كل من يخرج للعمل أو المدرسة إلى أهله سالمًا. من النهضة العمرانية إلى ثقافة الطريق الآمن لقد حققت الدولة المصرية خلال السنوات الأخيرة طفرة غير مسبوقة في البنية التحتية، فاستثمرت مليارات الجنيهات في تطوير شبكة الطرق والكباري، وبناء مدن جديدة وذكية تتسق مع رؤية مصر 2030، وتعكس إيمان القيادة السياسية بأن التنمية الشاملة تبدأ من الطريق الآمن والمواصلات الحديثة.. فقد أنشأت مصر أكثر من 20 مدينة جديدة، في مقدمتها العاصمة الإدارية والعلمين الجديدة، وطوّرت منظومة النقل والمواصلات والموانئ البرية والبحرية والنهرية، ضمن استراتيجية وطنية للنقل المستدام تعزز كفاءة الحركة التجارية واللوجستية داخليًا وخارجيًا، وتُسهم في تحسين جودة الحياة للمواطنين. وتؤكد وزارة النقل أن منظومة الأمان على الطرق تتكون من ثلاثة عناصر: الطريق، المركبة، ومستخدم الطريق، فبالنسبة للطرق فقد تحسّن التصنيف العالمي لمصر بشكل كبير، واحتلت المركز ال18 عالميًا في جودة الطرق عام 2024، مقارنة بالمركز ال118 عام 2015.. أما المركبات فكثير منها يفتقر لمتطلبات الأمان أو يُستخدم بطريقة مخالفة للترخيص، مثل زيادة الحمولة أو نقل الركاب في سيارات مخصصة للبضائع.. اما العنصر البشري فيحتاج إلى ثقافة مرورية عالية ووعي بالقواعد، لأن الطريق الآمن يبدأ من الاحترام المتبادل والحذر الدائم، فالطريق الآمن لا تصنعه الدولة وحدها.. بل يصنعه قلب كل سائق وضميره، ورغبة كل فرد في حماية حياة أخيه. ومع ذلك، لتكتمل هذه النهضة العظيمة، يجب أن تسير بالتوازي مع نهضة في الوعي والسلوك؛ فمهما بلغت جودة الطرق وتطور البنية، سيظل الالتزام بالرادار والسرعة المقررة، واحترام قواعد المرور، وتقديس حياة الإنسان هي الضمان الحقيقي لوقف نزيف الدماء، فالطريق الآمن لا تصنعه الدولة وحدها.. بل يصنعه ضمير كل سائق. رسالة إلى المسؤولين.. وإلى الضمير الجمعي من قلب الألم، أوجّه رسالة صادقة إلى كل مسؤولٍ وإلى الأجهزة المعنية بإدارة الطرق والمواصلات: نحن نثق في حجم الجهود المبذولة لتطوير البنية التحتية، لكننا بحاجة إلى إدارة متكاملة للسلامة المرورية تشمل: تشديد الرقابة على الطرق السريعة. فحص دوري وصارم للمركبات، خاصة سيارات النقل. تدريب وتأهيل السائقين وتفعيل منظومة الرادارات الذكية. تكثيف حملات التوعية الإعلامية والمدرسية لترسيخ ثقافة احترام الطريق. ختامًا.. فلنصن الأرواح حادث إسماعيل الليثي -رحمه الله-، كغيره من عشرات الحوادث السابقة، ليس مجرد خبرٍ عابر، بل وجع متكرر يستحق وقفة حقيقية، فلنحفظ ما بنيناه من نهضة، ولنصن ما أنجزناه من تطوير، ولنجعل الدماء التي نزفت على الطرق آخر ما يُراق، فلا معنى للتنمية إذا لم تُصن الأرواح.. ولا قيمة للطريق إن لم يكن آمنًا لكل من يسلكه.. نريد طرقًا تحمي أبناءنا، وجسورًا توصلنا إلى الحياة لا إلى الفقد، وأن تتحول ثقافة القيادة من مجرد مهارة إلى قيمة ومسؤولية وطنية ودينية، فلنرفع مستوى الوعي والمسؤولية الفردية والجماعية، لأن سلامة الإنسان أغلى من أي مشروع أو إنجاز. "اللهم احفظ مصر وأهلها، واجعل طرقها آمنة مطمئنة، وارزقنا السلامة في سفرنا، واحفظ كل من يسلك الطريق من كل سوء ومكروه. آمين." ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار ال 24 ساعة ل أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري ل أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية. تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هنا