حتى هذه اللحظة لم يخرج للناس مسئول يشرح لهم الفرق بين رؤية مصر لخطة 2030 والسردية المصرية للتنمية الاقتصادية، والتي أفاض المسئولون في شرحها واعتبروها دستورا للمستقبل، وبغض النظر عن المجلدات التي طبعت، لم يسأل أحدا سؤالًا بسيطا كيف يدبر المصريون حياتهم اليومية في لغز محير بين دخولهم وإنفاقهم، فكل ما يحتاجه الناس تخطيط واقعي محدد لمدة 12 شهرًا علي الأقل، بالعقل والعلم والحكمة والهدوء والسكينة. فلا مستقبل لوطن ينهار فيه التعليم ويتقلص فيه البحث العلمي، ويصبح فيه البرلمان مجرد أداة لتشريع وتثبيت وتغول السلطة التنفيذية علي ماعداها من سلطات ومؤسسات. وذلك بفضل برلمان لا يدافع عن مصالحه الحقيقية، خاصة وقد وفوجي الناس بمرشحة محتملة للبرلمان تقول أن حزبًا شهيرًا طلب منها 25 مليون جنيه لوضعها علي قائمة الحزب..
في كل الديمقراطيات المحترمة هناك قواعد ورقابة صارمة علي تمويل الحملات الإنتخابية للأحزاب وللأفراد، وللعملية الإنتخابية برمتها وبما يضمن جوًا ديمقراطيًا حرًا ونزيها يفرز أفضل من يمثل الناس ومصالحهم ومصالح الوطن. فأين نحن من كل ذلك وهناك كلام عن شراء المقاعد بعشرات الملايين؟ كما أنه وبلغة الإقتصاد والمنفعة.. إذا أنفقت 25 مليون جنيه للفوز بمقعد في البرلمان، فما هو العائد المادي الذي أتوقعه لهذا المبلغ؟ ومن أين سيأتي؟ إن التبرير الدائم للفقر من خلال تصريحات حكومات مصر المتعاقبة هو الزيادة السكانية، وهو اتهام باطل يدين فشل سياستها في استثمار رأسمالها البشري.
مؤشر رأس المال البشري (HCI ) هو مقياس للبنك الدولي يقيس عائد سياسات الصحة والتعليم على إنتاجية الطفل المستقبلية المحتملة. يبلغ مؤشر رأس المال البشري في مصر 0.49، وهو ما يعنى يعني أن إنتاجية الطفل المولود اليوم لا تتجاوز 49% مما يمكن أن يحققه في حال تمتعه بصحة وتعليم (كاملين)!
مؤشرنا أقل من المتوسط الإقليمي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، البالغ 56%. للأسف لا يوجد تحديث متاح للمؤشرمنذ عام 2020! ومن الحقائق المعروفة والمستقرة والتي لا تحتاج إلي اجتهاد كبير مني أو من غيري، إن قرارات السياسات العامة وبخاصة في المجالات الاقتصادية التي تمس الحياة اليومية للناس، لا بد وأن تستند في حساباتها إلي قرون إستشعار سياسية حساسة للغاية لما يمكن أن يفضي إليه تنفيذها من عواقب مجتمعية لا تحمد عقباها أحيانا.. وعلي الحكومات أن تعي ذلك ولا تتجاهله مع تعدد البدائل المتاحة أمامها، والتي يمكنها أن تختار من بينها وفق مقتضيات الظروف والأحوال العامة القائمة، حتي لا تتورط في ما يصعب عليها التراجع عنه فيما بعد، أو بعد أن يكون الضرر الاجتماعي أو الاقتصادي قد وقع فعلا..
كما لابد وأن تعرف وخلافا للمقولة الشائعة بأن الدواء المر ليس دائما أفضل أنواع العلاج.. تشكلت لجان إقتصادية وإستمرت الحكومة في جلب الديون وإغراق الشعب فيها لأجيال قادمة، والتفنن في إثقال كاهن الشعب بأعباء لا يحتملها إلا من يقبض بالدولار، أما الشعب فلا يجد تكاليف لقمة عيشه..
دولة بحجم مصر، بموقعها، وسواحلها، وكنوزها، وثرواتها، وعبقريّة شعبها كيف وصلت إلى هذا القاع؟ كل هذا الثراء تحوّل إلى عجزٍ يتفاقم، ودَينٍ بلغ عنان السماء، واقتصادٍ يعيش على القروض والمساعدات، لا على الإنتاج والعلم.
بلد تمتلك كل مقومات القوة، لكنها تُدار بعقلية الجباية لا التنمية، والولاء لا الكفاءة، والإنفاق على المظهر بدل الجوهر.. فصارت موازنة الدولة تُنزف على الفوائد والديون، لا على الإنسان والتعليم والصحة، وأصبح الاستثمار الحقيقي في الشعارات لا في العقول. المتحف يعيد كتابة التاريخ الإنساني اللغة العربية لقوم لا يعقلون! اجمالى ايرادات الحكومة 3,1 تريليون جنيه، بينما تكلفة سداد الدين وحدها 4,4 تريليون! بدون كلام عن الأجور والدعم، والاستثمارات وباقى بنود المصروفات.. أخشى أن الموضوع يتطلب أكثر من مجرد سردية.. بإختصار في تفعيل وحدة الموازنة، وإرادة سياسية لهيكلة شاملة للإقتصاد المصرى. ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار ال 24 ساعة ل أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري ل أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية. تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هنا