استمرت عملية الخداع الكبرى التي قامت بها مصر علي عدة مستويات، بعد أن أعلن الرئيس السادات رحمه الله في عام 1971 أن العام القادم سيكون عام الحسم، وأن مصر ستبدأ الحرب لتحرير سيناء من العدو الإسرائيلي، وفي العام التالي أعلن أننا لن نتمكن من الحرب بسبب الضباب في العلاقات الدولية بين روسياوأمريكا، وأن مصر لم تحصل علي احتياجاتها من الأسلحة والذخيرة لشن الحرب.. واندلعت المظاهرات في جامعات القاهرة وعين شمس والإسكندرية تطالب بحرب التحرير، ومصر تؤكد أنها غير مستعدة للحرب وأن الظروف غير مواتية، بدليل أن مصر بدأت في منتصف عام 1973 تنهي خدمات المجندين منذ عام 1966، وقامت بمناورتين علي امتداد الجبهة لعبور قناة السويس، وبدء المعركة في شهري مارس أو يوليو..
وكانت هذه المناورات تكلف ميزانية إسرائيل ملايين الدولارات، بسبب توقف النشاط الاقتصادي بعد استدعاء العاملين بها إلي جبهة القتال، بالإضافة للإعلان عن استعداد ضباط القوات المسلحة للتوجه إلي السعودية لأداء عمرة شهر رمضان في أوائل شهر أكتوبر. وكانت البعثة المصرية في مقر الأممالمتحدة في نيويورك، تروج أن مصر غير قادرة علي الحرب في الظروف الراهنة، وحين التقي المستشار حافظ إسماعيل مستشار الرئيس السادات بالدكتور هنري كيسنجر وزير خارجية أمريكا في نيويورك أبلغه أيضا أن مصر لم تحصل علي احتياجاتها من الأسلحة المتطورة من روسيا، التي رفضت طلباتها، وأنها لن تدخل حربا ضد إسرائيل في القريب المنظور..
وإذا أضفنا إلي ذلك الخدعة الكبرى التي أدارها الرئيس السادات بنفسه ضد إسرائيل، بإيهامها بأن الدكتور أشرف مروان مدير مكتبه في رئاسة الجمهورية عميل لإسرائيل، ويزودها بمعلومات عن الوضع الاقتصادي والسياسي والعسكري لمصر، واقتنعت إسرائيل بهذه الخدعة بعد أن زودها بمعلومات استخباراتية دقيقة، وأبلغها بموعدين للحرب أثناء المناورات التي قامت بها القوات المصرية علي امتداد الجبهة في شهري مارس ويوليو، ثم تأجلت الحرب إلي موعد آخر. وبعد أن أكملت مصر استعداداتها للحرب بالتنسيق مع سوريا، وتحددت ساعة الصفر في الثانية ظهر يوم السبت السادس من أكتوبر، وتم اختيار هذا التوقيت بذكاء شديد ،لأنه من المعروف في العلوم العسكرية أن الحروب تبدأ عادة مع أول ضوء في الصباح الباكر أو آخر ضوء، وهذا ما حدث في نكسة 67، حين هاجمت الطائرات الإسرائيلية مصر وسوريا مع أول ضوء من يوم الخامس من يونيو عام 67. وحانت لحظة الخدعة الكبرى لإسرائيل حين طلب الدكتور أشرف مروان من رئيس الموساد الإسرائيلي أن يحضر من تل أبيب إلي لندن في مساء يوم الجمعة الخامس من أكتوبر لأمر هام جدا، وحضر رئيس الموساد للقاء أشرف مروان الذي أكد له أن مصر وسوريا ستشنان هجوما علي إسرائيل غدا في المساء، وأن هذا الموعد مؤكد مائة في المائة..
وغادر مدير الموساد لندن في منتصف الليل مسرعا إلي تل أبيب، وأيقظ جولدا مائير رئيسة وزراء إسرائيل من نومها وأبلغها الخبر، وفوجئت به في البداية ولم تصدق، ولكنه أكد لها ثقته في هذا المصدر، وطلبت عقد اجتماع طارئ لمجلس الحرب الذي يضم وزير الدفاع موشي ديان ورئيس الموساد والشاباك وغيرها من الأجهزة..
وفي البداية لم يصدقوا لأن هذا اليوم يوم كيبور يمثل أحد الأعياد المهمة عند اليهود، وطلب ديان مهلة نصف ساعة للتأكد من الموقف علي الجبهة المصرية من نقطة مراقبة علي الضفة الشرقية لقناة السويس..
وكانت المخابرات المصرية علي علم بها وكلفت مجموعة من الجنود يلعبون بالكرة علي شاطئ القناة، والبعض يستحم في القناة والوضع علي الجبهة هادئ تماما، ولا توجد أي مظاهر للحرب أو تحركات للمعدات العسكرية علي امتداد القناة، وعاد ديان مسرعا ليبلغهم بالموقف الهادئ علي طول الجبهة المصرية، وأنه يعتقد بأن هذه خدعة من هذا العميل.. السادس من أكتوبر يوم العبور العظيم (3) السادس من أكتوبر يوم العبور العظيم (2) وقالت جولدا مائير إذن علي سبيل الإاحتياط نبدأ في استدعاء الجنود والضباط الاحتياط من خلال أكواد معينة متفق عليها عن طريق الإذاعة، بحيث يتركون أعمالهم ويتجه كل منهم إلي موقعه، وبينما كانت الإذاعة تبث نداءاتها للاحتياط كانت المفاجأة الكبرى والطائرات المصرية تقتحم القناة علي ارتفاعات منخفضة، وتقصف مواقع العدو في قلب سيناء، وتعزف سيمفونية النصر.. وإلي اللقاء في المقال القادم. ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار ال 24 ساعة ل أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري ل أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية. تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هنا