الحكمة زاد العاقل ونجاة القلب في زمنٍ تتكاثر فيه المغريات وتضطرب فيه الموازين. فلنتمسّك بتلك القاعدة الخالدة: لا تُنفق كل ما تملك، ولا تُفشِ كل ما تعرف، ولا تُصدّق كل ما يُقال، ولا تنخدع بكل ما يُرى؛ هذه قاعدة ذهبية تلخّص جوهر الحكمة التي دعا إليها القرآن واحتفى بها الشعراء، وسار على نهجها الأنبياء والصالحون. فالحياة لا ينجو فيها الأقوى، بل الأوعى، ومن رزقه الله عقلًا يزن به الأمور، وبصيرةً تفرّق بين السراب والماء. ﴿فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ﴾ (الحج: 46). في زمنٍ تكاثرت فيه الأصوات وتنازعت فيه المظاهر، تزداد الحاجة إلى الحكمة، ذلك النور الذي يُبصر به العقلُ في ظلام الحياة. فأما الإنفاق، فليس الكرم في السرف، ولا التدبير في الشح، بل في الاعتدال بينهما، إذ يقول الله تعالى: ﴿وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَىٰ عُنُقِكَ وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَّحْسُورًا﴾ (الإسراء: 29). تلك هي فلسفة التوازن التي تجعل المال وسيلة لا غاية، ونعمةً تُحفظ لا تُبذر. وقد قال الشاعر: ولا تبذلِ المالَ تبذيرًا فإنّما يدومُ الثراءُ بالتدبيرِ والحِكمِ. إن العاقل لا يُنفق ليُرى، بل ليُجزى، ولا يُباهي بما عنده، بل يصونه ليبقى. وأما كتمان المعرفة، فهو أدب العقلاء وسرّ الحكماء؛ فليس كل ما يُعرف يُقال، ولا كل ما يُقال يُذاع. والكلمة أمانة، والسرّ عبء لا يُحتمل إلا بصدرٍ رحبٍ نزيه. ولذا قال تعالى: ﴿وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ، وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَىٰ أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ﴾ (النساء: 83). فالثرثرة آفةٌ تُفسد العلاقات وتُبدد الثقة. قال أحد الحكماء: إذا ضاق صدرُ المرءِ عن سرِّ نفسهِ فصدرُ الذي يُستودَعُ السرَّ أضيقُ. إن الصمت في بعض المواطن أبلغ من البيان، وإن العاقل يُمسك لسانه كما يُمسك السيف في موضع الخطر. وأما التصديق بكل ما يُقال، فخطر يهدد العقول والقلوب معًا. فكم من إشاعةٍ قتلت براءة، وكم من كلمةٍ أضرّت أمة! ومن أجل ذلك قال الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ﴾ (الحجرات: 6). ما أكثر ما يُقال، وما أقلّ ما يصحّ، وما أصدق الشاعر إذ قال: وزِنِ الكلامَ إذا نطقتَ فإنّما يبدي عقولَ الناسِ وزنُ كلامِها. إن الإنسان الحكيم لا يسلّم قلبه لكل قولٍ عابر، ولا عقله لكل فكرةٍ لامعة، بل يتثبّت، ويتفكّر، ثم يحكم بميزانٍ عادل لا يميل للهوى.
وأما الخداع بالمظاهر، فهو البلاء الأكبر في زمنٍ أُلبِست فيه الوجوه أقنعة، وتزيّنت الأقوال بزخارف خادعة. قال تعالى: ﴿وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ﴾ (آل عمران: 185).
عظيمة يا مصر (2) عظيمة يا مصر! (1) فما أكثر من لمعوا في أعين الناس، وهم خواء في جوهرهم! وما أصدق الشاعر حين قال: فلا تغترّ بالبُرقعِ المُزخرفِ، إنّما وراءَ السترِ وجهٌ قد يكونُ دَميمًا.. البصر يرى الصورة، والبصيرة تُبصر الحقيقة، ومن عاش ببصيرةٍ نجا، ومن اكتفى بالبصر غرق في الخداع. ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار ال 24 ساعة ل أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري ل أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية. تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هنا