تتعالى الأصوات بل وتصرخ أحيانًا منذ فترة ليست بالقليلة، تتحدث عن وجود أزمة خطيرة في الورق، السيناريو في السينما والتليفزيون والنص بالنسبة للمسرح، ويشكو الجميع من فنانين ومنتجين ومخرجين ونقاد من ندرة الورق الجيد، وهو ما انعكس بشكل سلبي على مستوى الأعمال المقدمة، والتي شهدت تراجعًا مخيفًا منذ بداية الألفية الجديدة، حتى بلغت الذروة في السنوات الأخيرة. أزمة العقول وحقيقة أرى على خلاف ذلك أن أزمة الورق مصطنعة وبفعل فاعل وحجة واهية، وليست هي السبب الرئيس فيما وصلنا إليه من تردٍّ وانحدار وضعف شديد في الأعمال السينمائية والتليفزيونية والمسرحية. فأزمة الورق المزعومة تكمن في أزمة العقول المحدودة الضيقة التي صارت تهيمن على العملية الفنية برمتها، وتحتكرها في السنوات الأخيرة، والتي لا تدع فرصة لأحد كي يبدع ويقدم الفن الهادف المختلف إلا فيما ندر، وهي لا تحاول قط أن تتعب نفسها في التفكير والبحث عن موضوعات قيمة تصلح لأن تقدم في أعمال فنية.. رغم أننا نمتلك كنزًا لا ينضب أبدا من الموضوعات والأفكار الرائعة التي تصلح للتقديم في كل زمان، تركه لنا كبار أدبائنا وكتابنا من روايات وقصص قصيرة ونصوص مسرحية، كان صناع الفن في العصر الذهبي له خلال حقبتي الخمسينيات والستينيات أكثر وعيًا وذكاء منا. فنهلوا منها كيفما شاءوا، وقدموا لنا الأفلام العظيمة التي صارت من كلاسيكيات السينما. وهو ما ينطبق أيضا على التليفزيون بعد ظهوره مطلع الستينيات، حيث أنتج لنا عددا كبيرا من المسلسلات الجميلة واستمر هذا النهج المحمود حتى نهاية التسعينيات.. كذلك لا يمكن إغفال أعمال الأدباء وكتاب السيناريو الشباب وقتها الذين لمعوا في الثمانينيات والتسعينيات وأكملوا مسيرة الرواد أمثال وحيد حامد وصالح مرسي وبشير الديك ومحمد جلال عبد القوي وأسامة أنور عكاشة ويسري الجندي ومحمد جلال عبد القوي. قيم عصر الانفتاح بدأ التراجع في السينما والتليفزيون والمسرح مع عصر الانفتاح، وحدوث تغير كبير في منظومة القيم والأولويات والأخلاق بشكل سلبي، وأخذ في الازدياد تدريجيا حتى بلغ الذروة خاصة في السينما مع حقبة التسعينيات إلى أن وصل إلى ما نحن فيه ونعانيه الآن. وليس معنى تحقيق عدد من الأفلام لأرقام ضخمة وقياسية وغير مسبوقة في شباك التذاكر في الفترة الأخيرة مثل ولاد رزق 3 الذي حصد 260 مليون جنيه وسيكو سيكو الذي حقق أكثر من 190 مليون جنيه والمشروع ب 140 مليون جنيه، أن هذه الأفلام رائعة ومثالية! وأنها تعكس حالة السينما المصرية بشكل صحيح وتنفي وجود تراجع مخيف في مستوى الأفلام. فالإيرادات المرتفعة ليست بالضرورة دليلًا على جودة الفيلم كما ذكرنا من قبل مرارًا وتكرارا. أما عن الدراما التليفزيونية، فمع رحيل آخر جيل من المبدعين الحقيقيين جيل أسامة أنور عكاشة ووحيد حامد ورفاقهما وابتعاد محمد جلال عبد القوي، في مقابل صعود صاروخي عجيب وغريب لمجموعة من المؤلفين الجدد ومعظمهم من محدودي الموهبة وأنصاف الموهوبين، وظهور وتفشي ما يعرف ب ورش الكتابة التي هي أحد الأسباب الرئيسة في ضعف وسطحية وإسفاف وانحدار ما يقدم من أعمال تليفزيونية أولا وسينمائية ثانيًا في السنوات الأخيرة. ذلك على الرغم من توافر الإمكانات المادية والبشرية الضخمة بشكل غير مسبوق، وهو ما تعكسه أعمال مثل الحشاشين وجودر وكيرة والجن وولاد رزق 3 والمشروع x، بعيدا عن المضمون والقيمة الفكرية والفنية والذي ليس في صالح أغلب هذه الأعمال للأسف. صورة غير وردية ولكن؟ رغم الصورة غير الوردية والسلبية لحال السينما والتليفزيون والمسرح في مصر حاليًا، إلا أن كل هذا لا ينفي وجود حفنة متميزة من الكتاب على محدوديتها وسط الكم الكبير الطاغي من معدومي الموهبة وأنصافها، ومن أبرز هؤلاء عبد الرحيم كمال، مدحت العدل، مريم نعوم، شيرين وخالد دياب، باهر دويدار، أحمد مراد، محمد سليمان عبدالمالك.. يمكن لهم بمساعدة النجوم الموهوبين المثقفين وهم يعدون على أصابع الأيدي الواحدة للأسف، بجانب القليل أيضا من المخرجين الجادين الواعين والمنتجين المحترمين، الارتقاء بمضمون المنتج الفني الذي يطرح للجمهور على اختلاف مستوياته وأذواقه. ومع العودة كذلك إلى الاستعانة بأعمال وروائع عمالقة الأدب المصري والعربي أمثال طه حسين ويوسف السباعي ونجيب محفوظ ويوسف إدريس وإحسان عبد القدوس ويحيى حقي وعبد الرحمن الشرقاوي وغيرهم، وأغلب أعمال هؤلاء العظام لم تتحول بعد إلى أفلام أو مسلسلات أو مسرحيات.. كيف أصبح البطل الشعبي بلطجيًا ومجرمًا؟! أرجوكم إرحمونا.. لا نحتاج أفلام من نوعية سفاح التجمع! وأعتقد أن الكُتاب المتميزين الحاليين الذين ذكرتهم قادرين تماما على تحويل روايات كبار هؤلاء الأدباء إلى أعمال فنية جيدة، كما يمكن الاستفادة أيضا من إبداعات شباب الأدباء الجدد الذين يحتاجون إلى فرصة حقيقية بدلًا من التركيز على مجموعة وشلة بعينها من المحاسيب معدومي الموهبة وأصحاب ورش الكتابة إياها؟! ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار ال 24 ساعة ل أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري ل أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية. تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هنا