أعرب البطريرك الماروني اللبناني بشارة الراعي عن أسفه لأن معظم البلدان العربية تبحث عن هويتها عن طريق العنف والقتل والدمار وتمزيق العائلة الإسلامية من الداخل. وأشار الراعي - في عظته الكنسية اليوم الأحد - إلى أنه في المقابل فإن لبنان آخذ في نسيان هويته وتشويهها بسبب الصراع السياسي المذهبي وفي فقدان دوره ورسالته في الأسرتين العربية والدولية وخاصة على مستوى العيش المشترك والتفاعل بين المسيحية والإسلام. واتهم الفرقاء السياسيين المتنازعين على أساس سياسي مذهبي بانتهاك الميثاق الوطني الذي يشكل الصيغة النهائية للتاريخ التعايشي بين المسيحيين والمسلمين، مؤكدا أن هذا الميثاق جعل من لبنان مكانا مميزا للدفاع عن الإنسان ووطنا يحفظ الإسلام من الانحراف أمام العرقية الصهيونية والميل إلى عرقية إسلامية. ودعا المسئولين إلى أن يدركوا مسئوليتهم في الحفاظ على لبنان النموذج والرسالة ويعلموا على تجديد الميثاق الوطني وتطويره ليكون للبنان دوره المساهم في انبثاق فجر للربيع العربي المنشود. وشدد البطريرك الماروني على مصالحة المجتمع اللبناني للانطلاق نحو مستقبل جديد أفضل، معتبرا أن المصالحة تنتهي حرب المصالح الشخصية والفئوية والمذهبية على أن تبدأ أولا مع الله والذات ثم المصالحة الاجتماعية بترميم العلاقة مع الآخر من خلال حل الخلافات والنزاعات وسوء التفاهم وبتعزيز العدالة الاجتماعية ورفع الظلم والفساد وتأمين الحقوق الأساسية. ودعا إلى أن تعيد المصالحة السياسية بناء الوحدة الوطنية والدولة الصالحة والعادلة على أن تقوم على التزام عقد اجتماعي يجدد الميثاق الوطني ويحصن العيش المشترك ومشاركة الجميع العادلة والمنصفة في إدارة شئون البلاد.