الرماد يتساقط من الجدران.. صور القديسين تصرخ من ألم الحريق.. غبار كئيب يفرض وجوده على أطلال الكنائس التي تئن وهى تبكى وا حبيبى أي حال أنت فيه؟.. مع كل هذه الأجواء التي تعود لعصر القديسين واضطهاد طغاة الرومان، ذهب الأقباط إلى كنائسهم ورفعوا قلوبهم إلى السماء وصلوا من أجل مصر، متحدين الاعتداءات والحرائق التي طالت عشرات الكنائس على أيدى جماعة الإخوان المسلمين. ففى الكنيسة الإنجيلية بمنطقة جاد السيد بالمنيا أقيم اجتماع الأحد وتحدت الترانيم بصمات الخراب، وقال القس سامح إبراهيم - راعى الكنيسة - "اعتدنا أن نقيم اجتماعات الصلاة مساء بمشاركة أعداد كبيرة، ولكن فوجئت بحضور عدد كبير من أعضاء الكنيسة ورفعنا الصلاة بمزامير داود النبى التي تطلب من الله الخلاص وأن ينير بوجهه علينا، ثم قمنا بأداء ترانيم عن مكانة الكنيسة في نفوسنا منها ترنيمة كنيسة الفادى والتي تقول كلماتها " كنيسة الفادى أساسها كريم.. مقدسا ثابت بناؤها عظيم.. وهنا ذرفنا الدموع عندما نظرنا لبناء كنيستنا المتألمة ". غير أن كنيسة الأمير تادرس بميدان صيدناوى في المنيا، أقامت سرادقا كبيرا بالحوش ليصلى الحضور صلوات القداس الإلهى، والذي أكد فيه الأنبا مكاريوس الأسقف العام بالمنيا على أن روحانية الحضور الذين لجأوا إلى الله الرحيم جعله من أجمل القداسات والذي تمت فيه الصلاة كالعادة من أجل سلام مصر ونيلها وزرعها وشعبها. بينما انطلقت في كنيسة الشهيد مارجرجس بأسيوط سحب البخور تتحدى غبار الرماد وتصنع بقوة الصلاة مكان آخر غير المبنى المحروق والمتهدم، الأمر الذي جعل الأب برسوم راعى الكنيسة يؤكد على أن يتحول الشخص الحزين إلى هيكل إلى الله ويقدم ذاته بمحبة ويعلن كما فعل المسيح غافرا لكل مسيء محبا لكل عدو. وفى مطرانية سوهاج حيث تم إحراق الكنيسة بأنابيب البوتاجاز، قال الأنبا باخوم أسقف سوهاج والمراغة: إن كل مسيحى هو كنيسة في حد ذاته.