أكد الدكتور حسن عماد مكاوي، أستاذ الإذاعة والتلفزيون وعميد كلية الإعلام الأسبق، ل"فيتو" أن الإذاعة المصرية لعبت دورًا محوريًا في تنوير المجتمع المصري وتزويده بالمعلومات التوعوية والتوجيهية في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، فضلًا عن تقديم الترفيه الراقي الذي يرفع من مستوى الذوق العام. وأشار مكاوي إلى أن هذا الدور تحقق من خلال مختلف أشكال المحتوى الإذاعي كالدراما والأغاني والموسيقى والمواد الفكاهية، والتي كانت تُقدم بأسلوب راقٍ يحافظ على قيم وعادات وتقاليد المجتمع.
دور الإذاعة المصرية على المستويين المحلي والعربي لم يقتصر تأثير الإذاعة المصرية على الشعب المصري فحسب، بل امتد ليشمل الوطن العربي بأكمله من المحيط إلى الخليج، وحتى العديد من الدول الأفريقية والآسيوية التي استفادت وتعلمت من المحتوى الذي تقدمه. وأوضح مكاوي أن دور الإذاعة لا يمكن إنكاره، فبعد ظهور التلفزيون الذي استقطب جزءًا من مستمعيها، استطاعت الإذاعة، بفضل إنشاء القنوات المتخصصة، استعادة جمهورها وتقديم مواد إعلامية لا يستطيع التلفزيون أو الصحافة منافستها فيها.
مميزات الإذاعة في عالم الإعلام الحديث وشدد الدكتور مكاوي على أن الإذاعة تتمتع بخصائص فريدة تمكنها من التنافس مع وسائل الإعلام الأخرى والتفوق عليها في كثير من الأحيان. ومن أبرز هذه الخصائص قدرتها على إثارة خيال المستمع، حيث إن غياب الصورة يجعل المستمع شريكًا في العمل الفني. كما أنها الوسيلة الوحيدة التي تصل إلى المناطق النائية والأرياف البعيدة والمناطق التي لا يصلها التيار الكهربائي بالإضافة إلى ذلك، يمكن للمتلقي استخدامها أثناء قيادة السيارة أو التنقل، حيث لا يستطيع القراءة أو مشاهدة الفيديو في هذه الظروف.
تحديات تواجه الإذاعة المصرية ودور الدولة وتطرق مكاوي إلى التحديات التي تواجه الإذاعة حاليًا، وفي مقدمتها الحاجة إلى التمويل وتدريب وتأهيل العاملين، وتطوير معدات الإرسال والاستقبال لضمان وصول البث بوضوح ونقاء إلى كافة المناطق الجغرافية في مصر والدول المجاورة. كما أكد أهمية التفاعل مع الجمهور، والذي يتحقق بشكل كبير حاليًا من خلال الاتصالات الهاتفية المباشرة ورسائل "الواتساب" التي يقرأها المذيعون، مما يخلق تفاعلًا أكبر بين الجمهور والقائمين على الاتصال في الإذاعة. وبمناسبة الذكرى ال 91 لإنشاء الإذاعة المصرية اللاسلكية الحكومية في 31 مايو 1934، استرجع الدكتور مكاوي تاريخ الإذاعة، مشيرًا إلى ظهور الإذاعات الأهلية المملوكة للقطاع الخاص قبل ذلك بسنوات، والتي لم تقدم الرسالة الإذاعية على الوجه الأمثل، وحدث بينها "تراشق" أدى إلى إغلاقها من قبل الحكومة المصرية وإنشاء الإذاعة الحكومية التي "ظهرت عملاقة وقوية منذ اليوم الأول" بفضل الإعداد القوي للمضامين وتحديد الجماهير المستهدفة.
تراجع دور الدولة وتأثيره على المحتوى وأبدى مكاوي أسفه لتراجع دور الدولة في رعاية الإذاعة بشكل كبير في السنوات الأخيرة، مما أفسح المجال أمام الإذاعات الخاصة التي تهدف إلى تحقيق الأرباح أكثر من تقديم مضامين جيدة أو مفيدة أو توعوية. وقد أدى ذلك إلى "إهمال كبير جدًا لبرامج الأطفال والبرامج الموجهة لكبار السن والفئات المختلفة"، لحساب البرامج الترفيهية والأغاني والبرامج الحوارية التي لا تقدم فائدة للمستمع سوى "تضييع الوقت". ودعا مكاوي الدولة إلى النظر إلى الإعلام بصفة عامة، والإذاعة بصفة خاصة، باعتباره "خدمة ترتقي بعقول المستمعين والمشاهدين والقراء". وشدد على ضرورة تقديم الدعم للإعلام التنموي الذي يثري العقول، تمامًا كما تقدم الدولة الإعانات للخبز والسلع الغذائية، مؤكدًا على أهمية "إشباع العقول بالمواد المهمة" وليس فقط إشباع البطون.
التوازن بين المحتوى الهادف والربح ورغم تراجع الدعم، أشار مكاوي إلى وجود إذاعات حكومية مثل "البرنامج العام"، و"صوت العرب"، و"إذاعة الشباب والرياضة"، و"إذاعة القرآن الكريم" التي لا تزال تقدم مضامين جيدة جدًا ومهمة وفيها إضافة وتوعية. لكنه لفت إلى وجود محطات إذاعية أخرى تحاول محاكاة القطاع الخاص سعيًا وراء الإعلانات التي تحقق مصادر دخل عالية. وهذا السعي لتحقيق الانتشار الجماهيري الكبير قد يدفع بعض هذه المحطات إلى استخدام "مضامين هزلية أو مبتذلة أو فيها إسفاف"، مما يحقق شعبية جارفة ونسبة استماع عالية، ولكن "على حساب المضمون وعلى حساب غذاء العقل وعلى حساب التنمية".
البودكاست وتحدي المستقبل وأشار الدكتور مكاوي إلى البودكاست، موضحًا أنه "إذاعة بشكل متقدم أو متطور" يستخدم التقنيات الحديثة ويحقق التفاعل بدرجة أكبر. وأكد أن البودكاست يمكن أن يتفوق على المحطات الإذاعية التقليدية إذا "أجاد اختيار الأفكار التي تلبي احتياجات ورغبات المستمعين" وقدمها بأسلوب سهل وشيق وبسيط يصل إلى أكبر عدد من الناس ويؤثر فيهم. وفي ختام حديثه، شدد الدكتور حسن مكاوي على أهمية تحويل الأرشيف الإذاعي الهائل الذي يضم برامج قديمة لرموز كبار من المفكرين والأدباء والكتاب والصحفيين إلى التقنية الرقمية. وأكد أن هذا التحويل سيحافظ على هذا التراث من الاندثار، كما سيحقق للإذاعة المصرية "دخلًا ماديًا كبيرًا" من خلال المنصات الإلكترونية التي ستقدم هذه المضامين، مع الحفاظ على حقوق الملكية الفكرية للإذاعة. ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار ال 24 ساعة ل أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري ل أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية. تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هنا