كنت قد اخترتها ضيفة على برنامجي رمضان الماضي قبل أن يصيبه المنع، الذي زادني نجاحًا واحترامًا لنفسي ولمكان صاحب فضل، جاهدت وأظنني نجحت في أن أكون واجهة مشرفة له، فدائمًا ما ينسى الناس المانع ويتذكرون الممنوع، فنحن حتى الآن نتذكر أن آمال فهمي مُنعت وربما نسينا اسم مانعها. اتصلت بسيادة النائبة وحددنا الموعد واختارت الاثنين في الواحدة تماما، وكعادتي ذهبت إلى مجلس النواب حيث هي، قبل موعدي بعشر دقائق، وتواصلت مع مديرة مكتبها التي كانت تنتظرني، فرحبت بي وقالت إنها بصدد عمل التصريح الخاص بدخولي، سألتها باستغراب ولماذا لم يتم ذلك قبل مجيئي فاعتذرت وقبلت اعتذارها.. انتظرت وأنا من عادتي أن أنتظر ضيوفي ربع ساعة بعد الموعد المتفق عليه، فإن طال انصرفت فإذا بهذه الفتاة الجميلة وبعد أن داخت يا ولداه صعودًا وهبوطًا خروجًا ودخولًا من أجل عمل التصريح، جاءتني معتذرة وتحمل اعتذارًا حارًا من سيادة النائبة، مفاده تعذر دخولي للمجلس الموقر لأن اليوم هو يوم جلسات وممنوع دخول الإعلام! وجدتني أقول لها وبكل ثبات رغم قسوة الموقف علي وعلى سنوات تقترب من الثلاثين عاما في العمل الإذاعي، وجدتني أقول لها أبلغي سيادة النائبة أن اعتذارها مرفوض، وأضفت إذا كنتم تفعلون ذلك مع مذيعة فكيف حال البسطاء الذين يأتون إليكم، وانصرفت. أعترف أن دمعت عيناي، ليس من سخف ما حدث وما تم فيه من تجاوز، ولكن لأنني تذكرت وأنا في طريق عودتي أساتذة وعلماء ومفكرين جلسوا أمامي كي أحاورهم وقت أن كنا نستمد هيبتنا من هيبة المكان ذي العراقة ومصدر الفخر.. تذكرت يوم ذهبت إلى الأستاذ خالد محيي الدين بعد أن أكملت عامي الأول مذيعة.. في برنامج اختارتني لتقديمه مديرتي الشاعرة والإذاعية الراحلة سلوان محمود -يرحمها الله- بل واختارت إسمه أيضا، وكان يذاع في رمضان وقتها، ورغم أن والدي كان عضوا بالأمانة العامة لحزب التجمع إلا أنني رفضت تدخله للحصول على موعد من الأستاذ خالد محي الدين.. فمنذ البدايات وأحد مبادئي أن الضيف الذي لا يأتي من أجلي دون وساطة من أحد فلا داعي لمجيئه من الأساس.. حاورته بعد مذاكرة كعادتي ورأيت على وجهه ملامح إعجاب بتلك الشابة الصغيرة التي جلست أمامه كما جلس العظماء من الإذاعيين، وعلى رأسهم الشاهد على العصر أستاذنا الأستاذ عمر بطيشة، الذي تعلمت منه كيف يكون الإصغاء فنًا.. تذكرت أيضا الرائع الراحل فارس الدراما الأستاذ أسامة أنور عكاشة، والخال الأبنودي والكينج محمد منير، والشاعر الكبير صاحب انت عمري، أحمد شفيق كامل، والمطرب محرم فؤاد، ومحمد رشدي، والشاعر الكبير عبد السلام أمين، وعمنا سيد حجاب، والدكتور أحمد زويل، والدكتور فاروق الباز، وغيرهم الذين شرفت بهم، وباستقبال معظمهم في استديوهات الإذاعة.. صورة مع صُنْعُه بعين الرحمة لا رصاصتها تذكرت الوزراء ونجوم الرياضة والفن والسياسة ونجوم المجتمع وهم جلوس في استديوهاتها وكلهم فخر وهي كلها حياة.. أفقت من ذكرياتي على أسئلتي الحائرة بين صمت الإجابات وقلة الحيلة.. ماذا جرى لماذا لم تعد الأمور كالسابق؟ ماذا فقدنا ومن السبب وهل سيتغير الأمر للأحسن ومتى؟! وجدتني أقول لنفسي مشجعة اثبتي واصبري وصابري فبأبنائها المخلصين كانت الإذاعة وستبقى وستتغير للأحسن يومًا ما وستعود رغم كل مُعَوق.. ورغم سنوات عجاف من السكون والسكوت معًا. ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار ال 24 ساعة ل أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري ل أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية. تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هنا