دائمًا ما تخرج انتخابات الصحفيين بصورة مشرفة تعكس شفافية ونزاهة تدعو للفخر في كل الدنيا، وتعطى في الوقت نفسه رسائل ودلالات لا تخطئها عينٌ وينبغي ألا تمر مرور الكرام.. فهذه إرادة الجمعية العمومية التي نراهن على وعيها وحرصها على قيم المهنة ومستقبلها، بدليل ما صدر من توصيات مهمة وجادة عن جمعيتها العمومية.. والتي أرجو أن يسارع مجلس نقابة الصحفيين الجديد بتنفيذها فور تشكيله لاسيما ما يخص القيد في جداول النقابة، وعدم قبول الحاصلين على شهادات التعليم المفتوح، وتكليف مجلس النقابة بتعديل لائحة القيد لغلق الأبواب الخلفية أمام غير الممارسين للمهنة.. ومنع القيد من الصحف المتوقفة أو التي لا تمتلك هياكل إدارية واضحة والتي تسرب منها للأسف أعداد غير قليلة لعضوية النقابة في السنوات الأخيرة دون سبب معقول.. وهو ما أضر بالنقابة ضررًا بالغًا، وفتح الباب لغير المستحقين للالتحاق بها. ورغم حبي للزميل عبد المحسن سلامة الذي خسر مقعد النقيب فقد توقعت فوز منافسه خالد البلشي، ولا يمنع ذلك من تقديم التهنئة للصحفيين بنجاح عرسهم الديمقراطي ولا من تهنئة البلشي الذي أظن أن الدولة لن تتأخر عن تقديم الدعم له.. وتحقيق ما وعد به سلامة ناخبيه من مكاسب هي حق للجماعة الصحفية التي تضررت أحوالها المادية والمهنية بصورة كبيرة في الأعوام الأخيرة، لأسباب لا يتسع المقام لشرحها ومن المتوقع أن تسارع الحكومة لإصلاحها. ربما يفسر البعض فوز خالد البلشي بأنه تصويت عقابي ردًا على محاولات الحشد القومي (نسبة للصحف القومية) لصالح عبدالمحسن سلامة؛ ذلك أن ثمة مشاهد لخروج جماعي لصحفيين بالمؤسسات القومية خلف قياداتهم للتصويت لصالح عبدالمحسن سلامة الذي حصل على رقم كبير أغلب الظن أنه من الصحف القومية لكنه لم يحسم المعركة لصالحه..
وهو ما يدعو للسؤال: كم نسبة الناخبين الذين صوتوا لسلامة من الصحف القومية مقارنة بمن ذهبت أصواتهم للبلشي، وكم نسبة هؤلاء في جداول النقابة مقارنة بنظرائهم من الصحف الخاصة والحزبية.. أعتقد أن الكتلة التصويتية للصحف القومية تتراجع عدديًا لصالح الخاصة والحزبية لتوقف التعيينات في الأولى وتناميها في الأخيرة.. ويمكن معرفة ذلك بسهولة من خلال كشوف لجان القيد بالنقابة! الطريقة التي جرت بها الدعاية والحشد في الصحف القومية التي خرج كثير من صحفييها بتوجيه من رؤسائهم وخروجهم أفواجًا لمبنى النقابة في شارع عبد الخالق ثروت، معلنين التصويت ظاهريا لسلامة جانبها التوفيق وربما كانت سببًا رئيسيا في خسارة الأخير وفوز منافسه!
وينسى من حشدوا أن وعي الصحفيين أكبر من أن يتم توجيهه فليس بينهم وبين الصندوق رقيب، حتى بدل التكنولوجيا الذي هو حق للصحفيين بحكم القضاء ولا يصح استخدامه كورقة انتخابية لم تفلح في ترجيح كفة عبدالمحسن سلامة على غريمه.. ولا أظن أن الدولة ستتراجع عن زيادته برقم معقول يتناسب مع غلاء المعيشة وزيادة التضخم بصورة ملحوظة. فوز خالد البلشي يرجع لى عوامل عديدة أهمها لغة الخطاب التي تبناها البلشي بتعزيز استقلالية النقابة والدفاع عن حرية الصحافة، وهو ما وجد صداه في إصرار الصحفيين على التمسك باستقلالية النقابة ورفضهم لأي تدخل في شئونها، ورفض خالد البلشي استخدام القضايا المالية، مثل زيادة بدل التكنولوجيا، كوسيلة للدعاية الانتخابية، مؤكدًا أن هذه الحقوق يجب أن تُمنح للصحفيين دون ارتباط بالانتخابات خلافًا لسلامة الذي وعد بأكبر زيادة في البدل دون أن يحددها مسبقًا لضمان التصويت له. فوز خالد البلشي لا يعني أن طريق الصحفيين مفروش بالورود، فثمة تحديات كبيرة في المرحلة القادمة، خاصة في ظل الأوضاع السياسية والاقتصادية الراهنة، وهو ما يحتاج لخلع القناعات الأيديولوجية خارج النقابة، وتضافر كل الجهود لإصلاح أوضاع المهنة وتعديل لائحة القيد وغلق الأبواب الخلفية أمام غير الممارسين للمهنة حفاظًا على كيان النقابة وعافيتها.
متى تصبح الإدارة فنًّا لا وظيفة؟! هدايا مقبولة.. وهدايا مردودة! تفعيل قرارات الجمعية العمومية أولوية قصوى للتصدي للكيانات النقابية الموازية، وتعزيز دور النقابة كمدافع عن أعضائها، وهي توصيات تعكس وعيًا متزايدًا بين الصحفيين بأهمية دور النقابة في حماية المهنة والدفاع عن حقوق أعضائها، وتُظهر رغبة في تعزيز استقلالية النقابة وتحسين أوضاع الصحفيين في مصر. والسؤال أخيرا.. هل انتهي الدور النقابي للزميل عبد المحسن سلامة بعد هزيمته.. كما حدث من قبل للزميل خالد ميري.. أترك لكم الإجابة. ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار ال 24 ساعة ل أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري ل أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية. تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هنا