كان انتهاء حكم جماعة الإخوان وبالتبعية خلع صلاح عبد المقصود وزير الإعلام السابق من منصبه، إيذانا ببدء ظهور جميع البؤر الإخوانية على السطح محاولة التشبث بما في يدها من أدوات أخونة ماسبيرو. فلم يكتف عبد المقصود أثناء توليه المنصب بكونه القيادة الإخوانية الأعلى والتي بيدها الأمر والنهى في الوزارة وماسبيرو، بل سعى إلى أخونة جميع مفاصل ماسبيرو وزرع رجاله فيه حتى يتم توغل الفكر التنظيمى للجماعة في ماسبيرو ككل دون أن يشعر أحد، فكانت فترة ولايته تعتمد على مبدأ "الاستيراد من أماكن المنبع "، حيث جاء بعدد من العاملين بقنوات "مصر 25 " و"الجزيرة " لإحكام الهيمنة الإخوانية. حمرة الخجل لم تعرف طريقا إلى أذناب عبدالمقصود، فاستمروا في مناصبهم رغم رحيله مع النظام الإخوانى عقب ثورة 30 يونيو، ما دفع العاملين باتحاد الإذاعة والتليفزيون إلى المطالبة بتطهير ماسبيرو من البؤر الإخوانية، بداية من القيادات التي تتجسد في "محمد عبد الله " - رئيس القطاع الاقتصادى - والذي يعد أحد أهم أسباب النكبة الاقتصادية لماسبيرو، حيث كان يخطط مع الوزير لبيع الترددات الخاصة بالإذاعات، ومنها شبكة راديو النيل "ميجا، هيتس، ونغم إف إم" لرجال أعمال إخوان من الباطن وبواسطة شركات دعاية وإعلان، تكون واجهة تخفى خلفها تحايلهم، ولكن الثورة أبت إلا أن تتصدى لأهدافهم، فتم عزل عبد المقصود قبل إتمام الصفقة. عاملو ماسبيرو طالبوا أيضًا بمحاكمة العنصر الأهم شكرى أبو عميرة - رئيس قطاع التليفزيون، ورئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون السابق - والملقب ب "رأس الأفعى"، وهو أحد أهم المسئولين عن سرقة سيارات البث الخارجى في اعتصام "رابعة العدوية"، حيث أعطى - بإيعاز من عبدالمقصود - أوامره للمهندس عمرو الخفيف رئيس قطاع الهندسة الإذاعية السابق بخروج أهم سيارتين في ماسبيرو إحداهما "الملكة " لتغطية أحداث رابعة. وصول الخفيف إلى سن المعاش والإطاحة بالقيادات الإخوانية، دعا أبوعميرة إلى محاولة سحب جميع الشكاوى والتحقيقات التي حررها ضد من رفضوا الانصياع لأوامره هو وعبد المقصود، لكن إزاحة أبوعميرة من منصبه كرئيس للاتحاد في خطوة أولى نحو تحرير ماسبيرو من القيود الإخوانية مع تولى الدكتورة درية شرف الدين حقيبة الإعلام دفعه بالتعاون مع حلفائه في قطاع التليفزيون على سيد الاهل - رئيس القناة الأولى - وعلاء بسيونى - رئيس الفضائية المصرية2 - إلى محاولة تعجيز الموظفين عن أداء عملهم باتباع الأسلوب الروتينى في ظل الأحداث السريعة والمتلاحقة التي تمر بها البلاد، والتي تعد بمثابة أول اختبار لمصداقية التليفزيون المصرى بعد رحيل الإخوان. لم يكتف أبو عميرة بذلك فحسب، بل عمد إلى بقاء القيادات الإخوانية ومعاونيهم في مناصبهم، حيث أبقى على سيد الأهل في منصبه رغم علمه أن منى أبو شنب - رئيس تحرير برنامج "قاهرة المعز"، مرتبطة بصلة قرابة مع قيادات إخوانية، ومجدى دربالة رئيس تحرير برنامج "بيتنا الكبير" ابن أخ عصام دربالة المتحدث باسم الجماعة الإسلامية، وأيضا مدير تحرير البرنامج "هاشم زهران " انضموا إلى منصة "رابعة العدوية " ودأبوا على دعوة للعاملين للانضمام إلى صفوف الإخوان والدفاع عن الرئيس المعزول محمد مرسي، وعند مواجهته بذلك برر أن هذه الانتماءات لا علاقة لها بالعمل. تواجد العناصر الإخوانية في قطاع التليفزيون امتد إلى "راديو مصر" من خلال " أمانى كمال" التي تعمل في الإعداد، والتي حاولت بدورها تشويه صور زميلاتها وتحريف كلامهن عبر شبكات التواصل الاجتماعى " فيس بوك" و"تويتر"، وما زالت الأيام تكشف عن المزيد من أعوان عبد المقصود الذين لم يعلنوا عن أنفسهم بعد.