قالت الدكتورة فاطمة الشناوي، خبيرة العلاقات الزوجية والأسرية والعلاج النفسي في جامعة لندن إن المرحلة الصعبة التي تمر بها مصر الآن تنعكس بصورة مباشرة على الأسرة المصرية، وان المشاحنات الزوجية زادت معدلاتها منذ فرض حظر التجوال، بل ان العلاقات الاجتماعية بشكل عام بدأ يسيطر عليها الغضب والاندفاع، ولم يعد الصبر وتحمل الآخر من مفردات الواقع المصري في هذه الظروف التي نعيشها. وأضافت "الشناوى" أن كثيرا من الأزواج اضطروا للجلوس في منازلهم، ومشاهدة مظاهر العنف والصراع الدموي وحوادث القتل على شاشات التليفزيون، وأصبحوا عدائيين تجاه أسرهم، وأن حظر التجوال وضعهم في حيز ضيق من الملل والفراغ، بالإضافة إلى الشحن الانفعالي المستفز لمشاعر الغضب، مما أدى إلى تحول بيت الزوجية إلى حلبة صراع بين الأزواج، مؤكدة أنه رغم أن الفضاء العام مشحون بالتوتر والانفعال المسيطرين على الجميع، إلا أن الرجال أكثر عرضة للانفعال والعدائية من النساء، بسبب أن المرأة لديها واجباتها العائلية الكثيرة التي لا تترك لها الفراغ الكافي لإثارة المشاكل، بينما الرجل وجد نفسه فجأة معطلا في البيت وتحول إلى طاقة مكبوتة، وهو الأكثر إثارة للمشاكل. وأشارت خبيرة العلاقات الزوجية إلى أن تزايد المشكلات بين الأزواج في فترات المحنة، يدل على علاقة غير متماسكة لا تقوم على دعامات راسخة من المشاعر الإنسانية والدعم الوجداني، كما أنه يدل على أنها علاقة هشة وضعيفة، وأن الزوجين لا تجمعهما روابط قوية تحمي العلاقة من المؤثرات الخارجية، موضحة أنه عندما تكون العلاقة بين الزوجين قائمة على بنيان سليم من المودة والرحمة، فإن الظروف المحيطة مهما كانت لا تستطيع التأثير فيها، لأن وقتها سيتحد الزوجان لتجاوز المحن، وتصبح المشكلات الخارجية دافعا لتعميق العلاقة لا لهدمها، وتتحول الأحداث إلى مجال لتبادل الآراء وتعميق الوعي، والتوحد حول أهداف وآمال تثري الحياة وتبعث فيها الأمل. وتنصح الدكتورة فاطمة الجميع بعدم الجلوس طوال الوقت أمام قنوات التليفزيون ومشاهدة أعمال العنف، ومحاولة ملء الفراغ بأشياء مفيدة أكثر أو مسلية أكثر، مؤكدة أن مشاركة الزوج لزوجته في بعض الواجبات العائلية تعود بالمنفعة على الجميع أكثر من تتبع الأخبار والبرامج الحوارية.