في ظني أن الحكومة الحالية هي من أكثر الحكومات حظًّا، ففي كل مرة تصدر فيها قرارًا يزيد من معاناة الناس في هذا البلد يأتي حدثًا أو موقفًا يصرف الانتباه عنها ولو مؤقتًا، فبعد قرارها بزيادة أسعار المحروقات وحرق دم الناس - والتي بالمناسبة انخفضت في العالم الذي نحن جزء منه - جاء حمادة مرتديًا بدلة رقص وعلى طريقة بص العصفورة انصرف الناس أو تم صرفهم عمدًا أو غفلة إلى هذا المشهد العجيب الذي أراه من المضحكات المبكيات. وأبرز الأدلة على أن الحظ يحالف هذه الحكومة - والتي لا أعرف سببًا لاستمرارها حتى الآن سوى أنها محظوظة وربما كان هذا من سوء حظنا نحن البسطاء - ما حدث في مجلس النواب هذا الأسبوع، فقد شهد جلسة الاثنين الماضي مشاحنات بين نواب المعارضة على قلة عددهم اللافت للنظر ونواب الأغلبية، على خلفية مناقشة الحساب الختامي للحكومة فما كاد صوت المعارضة يعلو مهاجمًا الحكومة ومطالبًا بتقديمها للمحاكمة الجنائية وهي العبارة التي حذفت من المضبطة حتى انبرى نواب الأغلبية للدفاع عن الحكومة وقامت المعركة. ونظرا إلى سخونة النقاش الذي وصلت درجة حرارته إلى مرحلة تتطلب خافضا للحرارة تم توصيفها بأنها نتيجة الحسد الذي أصاب القاعة.. نعم العين فلقت الحجر، ولكن هذا التوصيف يعكس كثيرًا ويفسر أكثر ويطرح أسئلة أكثر وأكثر! ما الأزمة في الاعتراض على الحساب الختامي للحكومة بل وعلى الحكومة ذات نفسها، الذي يؤدي إلى أن تصل الجلسة إلى هذه المرحلة من السخونة والتراشق بسهام الكلام؟ ماذا تعكس هذه الصورة عن العلاقة بين المعارضة والأغلبية داخل البرلمان؟ هل يتم احترام الصوت المعارض تحت القبة أم لا؟ لماذا يقابل همسه المشروع بعلو الصوت تشويشًا وتقليلًا ورفضًا. كيف كانت النقاشات داخل المجلس الموقر قبل هذه الجلسة وكم كانت درجة حرارتها وما هي وسيلة القياس؟ لماذا تلعب الأغلبية دائمًا دورالمدافع عن الحكومة وحاميها رغم أنها لا تمتلك حق تشكيل الحكومة كمعظم الأغلبيات في العالم؟ هل طالبت الأغلبية الحكومة بتفسير - ولن أقول محاسبة أو مراقبة - عبارة محدش عارف بكرة هيحصل إيه؟ والله محدش عارف يضع رؤية لشهر قادم! والتي جاءت في المؤتمر الصحفي الأسبوعي للحكومة؟ وماذا يعكس ذلك من آليات الإدارة؟! لماذا لا تترك المعارضة داخل مجلس النواب لتعبر عن رأيها دون عراك حتى ولو من باب التباهي بأن لدينا معارضة مسموعة الصوت؟ إنها ملهاة ومأساة عاكسة للعلاقة بين الأغلبية والأقلية تحت القبة.. كاشفة لطريقة مناقشة القوانين والقرارات الآتية من الحكومة وكيفية وصولها إلي المواطن.. طارحة لأسئلة بلا إجابات حاسمة.. معلمة لكل من أعطى صوته كي يتوخى الدقة والحذر في المرة القادمة.. راسمة للمساحة المعطاة للمعارضة داخل المجلس الموقر.. مقلقة لكل قلب ينبض بحب حقيقي لهذا البلد.. مشوشة على كل فكرة ورأي وحلم.. عصا المناصب عرض أزياء أم إعلام؟! أن ما حدث الاثنين الماضي ليس حسدًا يتطلب قراءة المعوذتين وإنما قراءة فاتحة الكتاب على روح كل ما مات فينا. ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار ال 24 ساعة ل أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري ل أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية. تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هنا