لماذا نضحك؟

بمناسبة الجدل الموسمي حول الممثل الفلاني والمسلسل العلاني مع مرور أكثر من أسبوع على انطلاق موسم الدراما الرمضانية، وخصوصا عدم اتفاق الجميع على عمل كوميدي واحد أو ممثل واحد على أنه الأنجح من بين الجميع، أجدني أسأل نفسي: لماذا نضحك؟
الضحك ليس مجرد رد فعل جسدي أو استجابة نفسية لمثير خارجي، بل هو فن معقد، يتداخل فيه الوعي الاجتماعي والثقافي مع الفطرة الإنسانية، وإذا كانت الدراما أو التراجيديا بشكل أدق قادرة على استخراج الدموع من عيون الجميع بسهولة نسبية، فإن الكوميديا على العكس تمامًا، تواجه تحديًا صعبًا: كيف تضحك الجميع بمشهد واحد، في حين أن لكل شخص حسه الفكاهي الخاص؟
على مدار تاريخ السينما والتلفزيون والمسرح، أثبتت الكوميديا أنها أصعب أنواع الفنون، ليس لأن الضحك مستحيل، ولكن لأن محفزاته تختلف من شخص لآخر، بينما الحزن والدراما يشتركان في لغة إنسانية عالمية، مشهد أم تبكي إبنها الميت، أو رجل يتوسل فرصة أخيرة في الحياة، فإن الضحك لا يعرف هذه الوحدة العاطفية، فما يضحك شخصًا قد لا يثير في آخر إلا حيرة أو استياء.
ماذا ولماذا يضحك الناس؟

كوميديا الموقف وهي النوع الأكثر انتشارًا في المسلسلات التلفزيونية الكوميدية (السيتكوم). تعتمد على المواقف المفاجئة والتناقضات الطريفة التي يواجهها الأبطال. مثال على ذلك مسلسل Friends، ذائع الصيت حيث تنبع الكوميديا من تفاعل الشخصيات في مواقف غير متوقعة.
كوميديا الأداء الجسدي أو الفارس
يعتمد هذا النوع على المبالغة في الحركات وتعابير الوجه، كما كان يفعل تشارلي شابلن في أفلامه الصامتة، وكما اشتهر بها الفنان المصري فؤاد المهندس في كثير من أفلامه، حيث كان مجرد ظهوره بحركاته العفوية كفيلًا بإضحاك الجمهور.
كوميديا الحوار
يرتكز هذا النوع على الذكاء اللفظي والتلاعب بالكلمات والردود السريعة. على سبيل المثال، مسرحيات وأفلام عادل إمام مليئة ب"الإفيهات" التي تحولت إلى أيقونات في الثقافة الشعبية.
السخرية والمفارقة
وهي الكوميديا التي تعتمد على نقد الواقع السياسي أو الاجتماعي بسخرية لاذعة، كما فعل باسم يوسف في برنامجه الذي كشف التناقضات بطريقة ساخرة.
كوميديا المبالغة والتضخيم
هذا النوع يعتمد على دفع الأمور إلى حدها الأقصى، مثل إسماعيل ياسين الذي كان يضخم ردود فعله ليجعل المواقف العادية تبدو أكثر فكاهة.
والسؤال: لماذا صناعة الضحك أصعب من صناعة الدموع؟
لأن الحزن مشترك بين الجميع؛ نعرفه جميعًا، ونتأثر به بشكل مشابه، أما الضحك فهو تجربة ذاتية، يعتمد على الخلفية الثقافية والذكاء وحتى المزاج الشخصي للحظة، قد تبكي من مشهد درامي قوي مهما كانت لغته، لكنك قد لا تضحك من مشهد كوميدي إذا لم يتناسب مع حسك الفكاهي.

قطط تعوي وذئاب تموء
أسد في البيت.. أرنوب في الشارع
لهذا السبب، يظل فن الكوميديا هو المقياس الحقيقي لعبقرية الفنان، فهو لا يتطلب فقط نصًا جيدًا، بل أداءً، وتوقيتًا، وإحساسًا بالمفارقة، وقدرة على قراءة الجمهور، ربما لهذا السبب نجد أن قلة من الفنانين نجحوا في صنع كوميديا تتجاوز حدود الزمن واللغة، مثل شابلن أو عادل إمام، لأنهم استطاعوا فهم جوهر الضحك في النفس البشرية.. في النهاية، قد يكون الضحك أصعب من البكاء، لكنه بلا شك أكثر قيمة.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار ال 24 ساعة ل أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري ل أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هنا