ينظم بيت السناري الأثري بحي السيدة زينب بالقاهرة، التابع لمكتبة الإسكندرية، دورة في علم المصريات بعنوان "معالم تاريخ وحضارة مصر القديمة" وذلك بداية من الشهر المقبل. يحاضر في تلك الدورة نخبة من أساتذة الآثار المصرية في مصر والعالم وعلى رأسهم الدكتور طارق سيد توفيق، الدكتور ميسرة عبد الله، الدكتور محمد حسون، الدكتور أنور سليم، الدكتور أحمد بدران. وتتناول الدورة الديانة المصرية القديمة نشأتها وتطورها عبر الأسر الحاكمة المختلفة وتأثرها بالأفكار والثقافات الوافدة وتأثيرها الواضح والشديد على ثقافات وديانات عدد من الشعوب في ذلك الزمان، فالدين المصري القديم كان يتميز بتكونه من عدد كبير من المعتقدات والممارسات المرتبطة بالتركيز على العلاقة والتفاعل بين عالم البشر وعالم المعبودات، وتمتد جذور هذا الدين إلى عصور ما قبل التاريخ واستمرت لأكثر من ثلاثة آلاف عام وذلك في إطار عام واحد وإن تغيرت واختلفت التفاصيل حيث كانت تسود بعض المعبودات وتختفي أخرى ثم تتغير الحال وتتبدل المواقع في وقت آخر واستمرت مصر هكذا حتى دخول المسيحية لمصر والتي تركت بدورها أثرًا واضحًا على الشخصية المصرية على مر العصور، وسنعرف من خلال الدورة أسماء أشهر وأهم المعبودات المصرية القديمة وفلسفاتهم تجاه الحياة والموت والبعث والآخرة وكذا أشهر معابدهم وكتاباتهم ونقوشهم التي خلفت لنا الكثير من أفكار هذا الدين القديم. وتهدف الدورة إلى التعريف بمصر القديمة وذلك من خلال عرض تاريخ وآثار مصر القديمة بفنونها وآدابها وعلومها ولغتها وديانتها وهو العلم الذي تخصص وبرع فيه الكثير من شباب الغرب من الباحثين والهواة، والدورة دعوة للشباب المصري لدراسة تاريخ بلاده فمصر الآن في مرحلة تاريخية فارقة تتطلع لمستقبل واعد وباهر وصناعة المستقبل لا تستقيم إلا بدراسة الماضي والوقوف على النقاط المضيئة في تاريخنا القديم، كما أن الحفاظ على التراث لا يتأتى إلا من خلال الوعي به ومعرفته، ولذلك فالدورة عبارة عن اثنتى عشرة محاضرة تتناول كل محاضرة جانبا من جوانب الحضارة المصرية القديمة مثل الفنون والعمارة واللغة والأدب والديانة والتاريخ.