في أعقاب 23 يوليو سنة 1952 كتب الصحفى والكاتب الكبير "إحسان عبد القدوس" مقالًا في مجلة روز اليوسف في شهر أغسطس قال فيه: "ثلاثة تعريفات نكثر من استعمالها هذه الأيام وتحتار مفيها الناس، الأول التقريب بين الطبقات والثانى إذابة الفوارق بين الطبقات والتعريف الثالث إلغاء الطبقات، والتعريفات الثلاثة تختلف في مدولوها الذي توحى به إلى القارئ". فالتعريف الأول يوحى بمعنى الإبقاء على الطبقات والسعى للتقريب بينها الغنى غنى والفقير فقيرًا، التعريف الثانى أكثر وضوحًا وهو يعنى إلغاء الفوارق بين الطبقات ولكن على درجات وفى المدى الطويل وبالطرق السليمة. أما التعريف الثالث فهو يدفع المجتمع دفعة إلى الأمام ويحدد الهدف وهو مجتمع بلا طبقات. المجتمع اللا طبقي يختلف عن المجتمع الذي تتقارب فيه الطبقات، لأن المجتمع الذي تتقارب فيه الطبقات يظل مجتمعًا رأسماليًا يطبق حرية الملكية ورأس المال وكل ما هنالك أن الدولة تتدخل للحد من الدخل الفردى بفرض ضرائب على الطبقات وتكون تصاعدية وتحديد حد أدنى للأجور، والمجتمع اللا طبقى يختلف عن مجتمع الطبقة الواحدة. فالمجتمع اللاطبقى لا يعترف بنظام الطبقات أصلًا ولا يهدف إلى سيطرة طبقة على أخرى والمجتمع اللاطبقى لا يلغى الملكية إلغاء تامًا كالمجتمع الشيوعى ولا يطلقها إطلاقًا تامًا مكتفيًا يفرض الضرائب التصاعدية. لكن المجتمع اللا طبقى يحدد الملكية بحيث لا تؤدى إلى الاستغلال ولا إلى تقسيم المجتمع إلى طبقة تعمل وطبقة لا تعمل، والشرط الأساسى حتى تحتفظ بصورة مجتمع لا طبقى هو أن تتحول الملكية إلى وظيفة وألا تعنى الملكية فردًا من أفراد المجتمع عن العمل وألا تورث هذه الملكية توريثًا مطلقًا بحيث تنحصر في يد فئة قليلة تنتمى إلى تكوين طبقة من الوارثين.