دائما ما تكون مواقفه ثابتة وواضحة، فهو أول من انسحب من اللجنة التأسيسية للدستور رغم تعيينه في مجلس الشورى، لكنه لم يقبل المشاركة في إعداد دستور مشوه، فواجه العديد من التحديات بسبب انتقاداته اللاذعة التي كان يوجهها لقيادات جماعة الإخوان المسلمين، ولم ينسق مثل آخرين وراء إغرائهم بمجلس الشورى، واختيارهم ضمن أعضاء اللجنة التأسيسية للدستور، وهو ما نال إشادة الكثير من القوى السياسية والتيار المدني، حتى أنه كان أول من طالب بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة. إنه الدكتور وحيد عبد المجيد أستاذ العلوم السياسية والقيادى بجبهة الإنقاذ.. التقته «فيتو» في أول حوار له عقب سقوط محمد مرسي وجماعة الإخوان المسلمين.. تناول مختلف القضايا المثارة على الساحة.. ما رأيك في حركة تمرد.. وما قدمته في ثورة 30 يونيو؟ - هي حركة شعبية استكملت نضال الحركة الشعبية، وهي نتاج تراكمات غضب الشارع بسبب أداء مؤسسة الرئاسة، إلى أن جاءت اللحظة التي نجح الشعب فيها بتوجيه من حملة تمرد في إسقاط النظام، وحققت ما فشل فيه الآخرون. أتقصد بالآخرين جبهة الإنقاذ الوطني؟ - رغم تحفظي على بعض الشخصيات والتوجهات داخل جبهة الإنقاذ الوطني، إلا أنها أطلقت شرارة البداية وزرعت في نفوس المواطنين ضرورة التغيير باعتبار أن استمرار جماعة الإخوان في الحكم يعنى أن القادم أسوأ، ولكنها لم تكن فعالة في الشارع وهو ما أنجزه شباب حملة تمرد بتوحيد الصفوف من خلال الاستمارات التي وقع عليها 22 مليون مواطن مما ساهم في تزايد كثافة المواطنين في الميادين يوم 30 يونيو. تدخل المؤسسة العسكرية في المشهد.. هل كان منتظرا ؟ - نعم.. لأن الجيش لم يكن راضيا على الإطلاق عن أداء مرسي، وتعرض لإهانات من قبل جماعة الإخوان في الفترة الأخيرة، بما يستحيل صمته عليها، ولكنه انتظر نداء الشعب وخروج الملايين للمطالبة بإسقاط النظام. يفهم من كلامك أن الفريق السيسي استغل الموقف وعزم النية على الخلاص من الإخوان ؟ - المجلس العسكري لم يستغل الموقف ولكنه أدرك أن الشارع أصبح رافضا لحكم الإخوان، والفريق السيسي خرج بالبيان الأول لطمأنة الشعب خوفا من حدوث حالة انفلات أمني في الشارع كما حدث في ثورة يناير، لأن واجبه الوطني يحتم عليه التدخل لوضع حلول إلا أن مؤسسة الرئاسة أو بمعنى أصح مكتب الإرشاد رفض وأصر على شرعية وهمية للدكتور مرسي، زالت بخروج الشعب عليه، وكان عليه دعوة الشعب للاستفتاء على بقائه حتى يخرج بشكل أفضل، إلا أنه لم يستمع لأحد سوى مكتب الإرشاد وتورط في خطابات تسببت في سقوطه. ضغوط الولاياتالمتحدة للإبقاء على مرسي.. هل كانت مفاجئة ؟ - بالعكس.. كانت متوقعة لأن علاقة الإخوان بالأمريكان على أفضل ما يكون وقائمة منذ 20 عاما، وينفذون تعليماتهم، لذلك استغاثوا بالبيت الأبيض رغم أنهم في السابق كثيرا ما انتقدوا علاقة نظام مبارك بالإدارة الأمريكية، والادعاء برفض المعونة الأمريكية، والتي أعلن الشعب استغناءه عنها مقابل رحيلهم عن السلطة. البعض يردد أن ما حدث انقلاب عسكري؟ - جاهل من يردد ذلك، وهم أنصار الرئيس المعزول فقط، ولو كان انقلابا عسكريا ما كلف المجلس العسكري المستشار عدلي منصور رئيس المحكمة الدستورية العليا برئاسة البلاد لفترة مؤقتة، ووضع خريطة طريق خلال 6 شهور فقط وليست أعواما مثلما كان يريد المجلس العسكري السابق. كيف ترى رغبة البعض في أن يكون الرئيس القادم ذا خلفية عسكرية؟ - أنا لا أتمنى ذلك، وأدعو الله أن نتخلص من رئيس ينتمي إلى تيار إسلامي أو عسكري، ولكن ربما يكون ذا خلفية عسكرية لأن هناك تعاطفا كبيرا من الشارع تجاه المؤسسة العسكرية بعد انحياز الجيش للشارع الثائر في 30 يونيو. من برأيك سيكون المرشح العسكري للانتخابات الرئاسية، وهل الفريق السيسي ضمن الترشيحات ؟ - من الممكن أن يخوض الانتخابات الفريق سامي عنان ولكن فرص نجاحه تكاد ضعيفة، على عكس الفريق السيسي الذي صارت له شعبية كبيرة، لكن لا أتمنى أن يكون أحد منهما، ليس تقليلا من شأنهما وإنما لابد أن يكون هناك رئيس مدني أولا، ومن الممكن خلال السنوات المقبلة أن يترشح شخصية ذو خلفية عسكرية حتى نقطع امتداد 50 عاما من رؤساء عسكريين. ما مدى احتمالية عودة الفريق شفيق لخوض انتخابات الرئاسة ؟ - أتوقع عودته لمصر في حالة حصوله على حكم بالبراءة من القضايا الموجهة إليه، ولكن لن يخوض انتخابات الرئاسة لأنه بات غير مقبول من الشارع كونه منتميا إلى نظام مبارك. برأيك.. من الأصلح لرئاسة مصر؟ - لا أرى أحدا من الوجوه الموجودة على الساحة، وقد تفرز لنا الأيام المقبلة شخصيات جديدة على الساحة تصلح لرئاسة مصر، وفي النهاية أي مرشح مدنى سيكون أفضل من مرشح الإخوان. بمناسبة الإخوان.. هل تتوقع دفعهم بمرشح في الانتخابات المقبلة ؟ - الإخوان أصبحوا في موقف لا يحسد عليه، ولكن السلطة تراودهم دائما، وأعتقد أنهم يتصورون أن الشعب يرفض المرشح المدني ويريد الإسلامي، وهو ما سيدفعهم لخوض انتخابات الرئاسة للانتقام من رموز المعارضة وقيادات المجلس العسكري، ولكن أنصحهم رأفة بالشعب المصري وشباب الجماعة بالابتعاد عن العمل السياسي، وإعادة تنظيم البيت من جديد لمدة 5 أعوام على الأقل، وألا يهتموا بالعمل السياسي على حساب العمل الدعوي إذا كان هناك من الأساس عمل دعوي. ما رأيك في حكومة الببلاوى التي تم تشكيلها مؤخرا ؟ - أعتقد أنها أفضل من الحكومات السابقة، ورغم أن هناك تحفظا على بعض الأسماء إلا أننا في موقف يستوجب الرضا بالوزراء المختارين، وهي حكومة تسيير أعمال لفترة مؤقتة، ويجب أن يقف الجميع خلفها لإصلاح ما أفسده هشام قنديل، والببلاوي من الكفاءات الاقتصادية ويمتلك خبرات تؤهله للنهوض بالبلاد خلال الفترة المقبلة.