أرجع اللواء خالد مطاوع، الخبير الأمنى والاستراتيجى التحفظ على الرئيس المعزول محمد مرسي في مكان سرى إلى حمايته، خاصة أنه مستهدف من قبل أجهزة المخابرات التي كان يتعامل معها. اللواء مطاوع كشف في حواره مع «فيتو» أن تبنى أمريكا موقف الإخوان يهدف إلى إشعال حرب أهلية في البلاد تنتهى إلى تقسيم مصر إلى سلطتين مما يخدم المصالح الصهيونية في السيطرة على سيناء، لافتًا إلى أن تأجيل فض الاعتصامات يرجع إلى الخوف على المعتصمين.. والى نص الحوار: برأيك لماذا يتم التحفظ بشكل سري على الرئيس المعزول ؟ _ مكان التحفظ عليه معلوم بالنسبة للنيابة والداخلية باعتباره رئيسًا سابقًا للجمهورية ومتهم بالتخابر، وبالتالي هناك خطر على حياته من الجهات التي كان يتخابر معها؛ لأنه وفقا للقواعد المخابراتية يتم التخلص من العميل إذا ما أصبح في قبضة سلطات الأمن حتى لا يدلي بمعلومات عن العمليات التي كان ينفذها، وعمومًا هناك إجراءات أمنية صارمة في مسالة التحفظ. كيف قرأت التفويض الشعبي للفريق السيسي ؟ _ عملية استدعاء الشعب لم تكن لتفويض الجيش أو الشرطة للتعامل مع اعتصامى الإخوان، خاصة أن الداخلية هي المنوط بها التعامل مع الاعتصام، في حين يقتصر دور الجيش على التعامل مع القدرات النوعية التي تفوق قدرة الشرطة، حيث يتم استدعاء قوات متخصصة للتعامل مع مواقف معينة، وتفويض 26 يوليو كان رسالة موجهة للخارج أكثر منها للداخل مفادها إمكانية استدعاء الاحتياطي الشعبى المصرى، وهو أمر بعيد عن فكرة تأكيد أن ما جرى في مصر ثورة وليس انقلابًا والذي كانت حينها كل دول العالم سترفضه، ولكن الدول الغربية تعاملت مع الأمر باعتباره ثورة. وماذا عن فض اعتصامى الإخوان في رابعة والنهضة ؟ _ اعتصامات الإخوان محدودة من حيث المكان لأنها محصورة في ميداني رابعة والنهضة، كما فشل الإخوان في استنساخ أماكن أخرى لاعتصاماتهم، نتيجة تخلى عدد كبير من الإسلاميين عنهم، بالإضافة إلى أن التعامل مع أي اعتصام يأتي في إطار سبع مراحل، تتباين بين الفض بالتجاهل والتفاوض والوساطة وتحقيق المطالب، وغيرها باستخدام القوة، ولابد من الإعلان عن النية في فضه، فنحن مررنا بمرحلة التجاهل التي لم تستغرق وقتا طويلا، خاصة أن هذا الاعتصام ليس فئويًا وإنما يرتبط بجماعة حكمت البلد، وكانت هناك مخاوف من استخدام المعتصمين للعنف استنادًا إلى تاريخهم، الأمر الذي أدخلنا في مرحلة الوساطة بين الطرفين عن طريق مبعوث الاتحاد الأوربي كاثرين آشتون ومجلس الحكماء الأفارقة ونائب وزير الخارجية الأمريكي، في حين أنهم لجاوا أيضا إلى وساطة قطر ومجلس اللوردات البريطاني والذي أتي إلى مصر نتيجة عمل جهاد الحداد هناك، حيث نجح في توصيل فكرة أن اعتصامهم سلمي حتي يزيد من الضغط، والملاحظ أن الساعات التي سبقت عيد الفطر تخلى فيها المعتصمون عن اللهجة العنيفة في محاولة لكسب الرأي العام لمنع فض الاعتصام. وإلى أي مرحلة وصلت اعتصامات الإخوان ؟ _ إلى مرحلة لعبة الوقت التي تعتبر عاملًا مهمًا في نجاح أو فشل عملية فض الاعتصام، فبعد انتهاء مرحلة الوساطة دخلنا في مرحلة تضييق الخناق على المعتصمين، في ظل وجود إجراءات أمنية غير مباشرة من خلال استدعاء بعض المعتصمين ومحاولة إقناعهم بعدم الاستمرار في الاعتصام حتى لا يتعرضوا لأى ملاحقة قضائية، وبشكل عام يتعلق توقيت فض الاعتصام فقط بيد صانع القرار وسري لمنع جماعة الإخوان من اتخاذ إجراءات احتياطية، والملاحظ أن هناك محاولات لمد الاعتصامات إلى أماكن أخرى تكون ساحة أي اشتباك مع قوات الأمن، مما يعني الإبقاء على المقر الرئيسي للاعتصام في رابعة والنهضة. ولكن النائب العام رفض فض اعتصام الإخوان؟ _ النائب العام لم يرفض، كما أنه غير معني بعملية فض الاعتصام لأنها عملية أمنية بحتة، ويتحمل المعتصمون المسئولية إذا خرجوا عن السلمية وإطار القانون الذي يلزم بعدم تأثير الاعتصام على الأمن العام والحياة العامة وهو الشرط غير المتوافر في اعتصامات الإخوان التي استاء منها سكان النهضة ورابعة العدوية بما أدى إلى حدوث اشتباكات أضرت بالسلم العام. هل تأجيل فض الاعتصام يرجع إلى الخوف من رد الفعل الدولي؟ _ بالطبع لا.. فهذا شأن داخلي لا علاقة للخارج به، والمؤكد أن التأجيل راجع إلى الخوف على المعتصمين خاصة أنه من أضرار الفض انتشار الفكر الموجود فيه، وبالتالي تشتيت الجهود الأمنية في متابعة من ينشرون الأفكار المتطرفة، وبالنسبة لفكرة التدويل أنا أراهن على أن أي دولة تدعى دعمها للاعتصام سترفض منح تأشيرة دخول بلادها لأى معتصم يتقدم بطلب ذلك. كيف ترى زيادة عدد الزيارات الخارجية لمعتقلي رموز الإخوان في الفترة الأخيرة ؟ _ أعتقد أن زيارة كاثرين آشتون لمرسي وعدم الافراج عنه كانت لها مكاسب أكثر من الاعتراض عليها، حيث أكدت أنه لن يفرج عنه كما اعترفت أن ما حدث في مصر ثورة وليس اعتصامًا، وكذلك زيارة خيرت الشاطر التي كانت ايجابية جدًا؛ لأن طلب زيارته يؤكد دوره في إدارة الدولة، وبالتالي تعد الزيارة إدانة له ولمكتب الإرشاد، كما أنه من الناحية القانونية محبوس احتياطًيا، ويحق له أن يحصل على أي زيارة يوافق عليها، وبالمناسبة فالنيابة لها الحق في رفض زيارة أي محبوس إذا كانت تؤثر فى القضية أو تكون سببا في تداول معلومات تمس الأمن القومي أو سلامة المحبوس. وماذا عن المرشد محمد بديع خاصة بعد تداول أخبار عن القبض عليه هو والشاطر من قبل؟ _ نحن لا نتعامل مع بديع بصفته الاعتبارية وإنما باعتباره متهمًا مطلوب ضبطه وإحضاره، أما مسألة القبض عليه هو والشاطر فأساسها أنهم «لعبوا لعبتين»، فقيادات الجماعة دائما ما تظن أنها أذكي من الجهات الأمنية، لذلك أعطيا هواتفهم المحمولة لحراسهما فذهب أحدهما إلى الساحل الشمالي والآخر إلى الغردقة، وهو ما تسبب في نشر خبر القبض على المرشد ونائبه، ولكن الحقيقة أن حازم أبو إسماعيل هو الذي أرشد عن الشاطر، وبشكل عام يدرك قيادات الجماعة أنهم لن يسلموا من المصريين لما مارسوه خلال مدة حكمهم ولهذا لجأوا إلى الاختباء قبل 30 يونيو. الإخوان حاولوا تشويه صورة جهاز المخابرات العامة عن طريق أبو العلا ماضي والبلتاجي.. فكيف تعاملت المخابرات مع ذلك؟ _ ماضي والبلتاجي أدارا عدة محاولات لتشويه المخابرات، إلا أن كل ذلك اتي في إطار وقت محدد رأت فيه الجماعة أن الجهاز لديه الكثير من المعلومات عنها وبالتالي سعت إلى التخلص من قياداته، لكن الأجهزة الأمنية تترفع عن الرد على مثل هذه الأكاذيب كما أن المصريين أنفسهم لم يصدقوها.