الخروج الآمن لمرسي وقيادات الإخوان.. من الأمور التي بات يتم الضغط بها على مصر من قبل عدد كبير من الوفود الأجنبية التي تزور مصر وتجلس مع القيادات الإخوانية. أكد الدكتور محمد محسوب، أحد الذين كانوا يجلسون على طاولة التفاوض مع الغرب والقيادي بحزب الوسط في تغريدة له قائلًا: " بعد زيارات ولقاءات متعددة مع أصدقاء أوربيين وأمريكيين وعرب ومشاورات مع قادة الجماعة.. أوشك الإفراج عن الرئيس مرسي أن يصبح حقيقة". وكانت مصر منفذ لزيارات العديد من الوفود الأجنبية لبحث الأزمة المصرية، وعرض حلول للخروج منها، وكان من هذه الحلول الخروج الآمن للمعزول مرسي وقيادات الإخوان، وكان من هذه الوفود، الوفد الإفريقي الذي التقى مرسي وقيادات الإخوان في مكان اعتصامهم برابعة العدوية، ومن قبلهم التقت كاترين آشتون مسئولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوربي بالرئيس المعزول في مكان احتجازه. لم يتوقف الأمر عند هذا الحد، فقد جاء نائب وزير الخارجية الأمريكي، وليام بيرنز في زيارة غير معلنة له إلى مصر، والتقى قيادات الإخوان لبحث عملية الخروج الآمن لمرسي وقيادات الإخوان، كما أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما طلب من عضوين جمهوريين بارزين بمجلس الشيوخ السفر إلى مصر للاجتماع مع القادة العسكريين والمعارضة في مصر. وصرح جون مكين وليندسي جراهام وكلاهما عضو بلجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ بأنهما يأملان بالذهاب إلى مصر، وقال "جراهام" للصحفيين خارج مجلس الشيوخ "الرئيس- أوباما- اتصل بنا وأنا قلت بوضوح إنني يسعدني أن أذهب"، وتشجيع العسكريين للتحرك قدما نحو إجراء انتخابات. وأضاف "جراهام": إنه لم يتم بعد الانتهاء من تفاصيل الرحلة بما في ذلك الشخصيات، التي سيجتمع هو ومكين معها. ويجد المسئولون الأمريكيون صعوبة بشأن كيفية الرد على الوضع في مصر، فمصر حليف مهم للولايات المتحدة في المنطقة، ويحرص المسئولون في واشنطن على الحفاظ على روابطهم مع قادتها العسكريين. وقال "جراهام ": ربما أصل إلى اعتقاد بأننا نحتاج إلى قطع المساعدات عن مصر، لكنني أريد الذهاب إلى هناك والحديث مع العسكريين وأي أعضاء بالحكومة وجماعة الإخوان المسلمين لمعرفة ما يجري على الأرض وإرسال رسالة واضحة إلى من يمسكون بزمام الأمور في مصر بأنه توجد توقعات معينة هنا في أمريكا يتفق عليها الحزبان الرئيسيان". وكانت كاترين آشتون، مسئولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوربي، أول شخصية أجنبية تقابل مرسي، وأثار مصيره، قلقا عالميًا بشأن محاولة حظر جماعة الإخوان المسلمين، التي ينتمي لها مرسي. وبالرغم من أن "آشتون" لم تكشف الكثير مما قالت عنه إنه كان محادثة "ودية وصريحة جدًا" لساعتين مع المعزول، لكن مساعدها ذكر أنهما أجريا محادثات "معمقة". كما تأتي مصر الآن وفود دبلوماسية قطرية وإماراتية وأمريكية وأوربية لتزور الشاطر والكتاتني- قيادات الإخوان في السجن- وعرض بعضهم أن هناك خيارين لحل الأزمة، الأول "أن يخرج مرسي بتصريح تليفزيونى يستقيل فيه، ويوكل رئيس الوزراء الببلاوى، والخيار الثانى هو خروج مرسي آمن بدون ملاحقته ويعلن الاستقالة. وهذا ليس ببعيد فقد بعث الرئيس المعزول الدكتور محمد مرسي- مع بداية الأزمة- برسالة عبر أحد مستشاريه، الذي كان يقيم معه في إحدى استراحات الجيش، إلى القيادة العامة للقوات المسلحة يطالبهم فيها بالعفو والإفراج عنه مقابل أن يسافر بصحبة أبنائه وزوجته للإقامة خارج مصر ودعوة أنصاره إلى ترك ميادين التظاهرات والعودة لمنازلهم. وطالب الرئيس "المعزول" في رسالته التي كتبها بخط يده - ونشرتها صحيفة النهار المغربية - بالإفراج عن قيادات الإخوان المقبوض عليهم، وأن يتعهد الجيش بعدم ملاحقته قضائيًا، وأن مصادر سيادية كشفت أن رسالة مرسي قوبلت بالرفض التام من القوات المسلحة، وردت عليه بأن الشعب المصري وحده هو صاحب القرار في هذا الأمر، وأنه مطلوب للمحاكمة في عدد من القضايا. وقالت المصادر: إن أجهزة المخابرات وتحريات الأمن القومي جمعت التهم والجرائم التي ارتكبها مرسي طوال عام من حكمه وبعد عزله، وهي تهم موثقة وأبرزها التخابر مع دول أجنبية، خاصة بريطانيا التي أطلعها مرسي على أمور تمس الأمن المصري، ومنها معلومات تتعلق بتسليح الجيش وتحركاته، وتوجهات السياسة الخارجية الخاصة بالدولة المصرية. وأوضحت المصادر أن الملف يتضمن اتصالات جرت بين مرسي وعناصر من قيادات حماس عبر أجهزة اتصالات حديثة وشبكات مرتبطة بالأقمار الصناعية، تكشف تواطؤ مرسي في التعامل مع انتشار العناصر المسلحة والجهادية في سيناء وأن الكثير من هذه العناصر كانت تدخل البلاد بعلمه. وتشير المصادر إلى أن الاتهامات تتضمن إفشاء مرسي أسرارًا بالدولة للولايات المتحدةالأمريكية خلال لقاءاته مع السفيرة آن باترسون. وفي هذا الصدد، أشارت المصادر إلى أنه بدأ فتح الصندوق الأسود، والبداية عميل المخابرات الأمريكية "جرليم" هو الاسم الكودي لعميل المخابرات الأمريكية والأكثر أهمية في تاريخها، وهو العميل الوحيد من عملاء الولاياتالمتحدةالأمريكية الذي استطاع الصعود إلى منصب رئيس الجمهورية! وحتى بعد الوصول إلى ذلك المنصب بعد خداع الشعب المصري لم يكن هناك ما يمنع من أن يواصل تنفيذ المزيد من العمليات لصالحها، بدءًا من تسليمها ملفات أمنية محددة إلى محاولة السيطرة على المخابرات العامة سعيًا وراء تسليمها عملية تمت قبل سنوات. وما زالت الولاياتالمتحدة مهتمة بأمره- وذلك ما بدا واضحًا من خلال الوفود الأمريكية التي تزور مصر للتفاوض على الخروج الآمن لمرسي- وربما كان ذلك هو السبب الأهم وراء محاولته السيطرة على جهاز المخابرات العامة، وتنحية رئيسه السابق "مراد موافي". وذلك ما دفع جهاز المخابرات العامة لاعتماد خطة "تفريعة الطوارئ"، وهي خطة محددة سلفًا لتحويل رئاسة الجهاز بعيدًا عن الرئاسة تمامًا، كي يظل الجهاز يدير نفسه بنفسه فور أقل شك في عدم الثقة في رئيسه. أما قصة الاسم الكودي "جرليم" فهو الاسم الذي أطلقته المخابرات المركزية الأمريكية ( سي آي إيه) على عميلها "محمد مرسي" أثناء عملية الكربون الأسود، التي تم تنفيذها في عهد المشير أبوغزالة للحصول على "الكربون فاير" المستخدم في طلاء مقاتلات الشبح لتحويلها لمقاتلات غير مرئية للرادار، وهي عملية كان يعمل عليها أحد العلماء المصريين د.عبد القادر حلمي، الحاصل على الجنسية الأمريكية، والذي دست عليه المخابرات الأمريكية عميلها مرسي "جرليم" - حسبما تقول المصادر- والذي تمكن من الإيقاع بالرجل، الذي تم اعتقاله وسجنه وهو قيد الإقامة الجبرية ولا يمكنه مغادرة أمريكا حتى اليوم! وامتدت آثار ذلك إلى داخل مصر فتمت تنحية المشير أبو غزالة، بعد ذلك ضمن أحداث أخرى وقعت على إثرها، بينما حصل "جرليم" على درجة الدكتوراه وقتها نظيرًا لخدماته لل" سي آي إيه" قبل أن يعيدوا استخدامه ضمن تنظيم الإخوان المسلمين، وكان مرسي هو الدافع الأكبر للولايات المتحدةالأمريكية لإظهار أوراق جنسية والدة "أبو إسماعيل" والضغط لاستبعاد "خيرت الشاطر" ولثقتها في عميلها، كان الاستثمار الأكبر عبر تمويل حزء كبير من حملته الانتخابية. وأكد المصدر أنه تم الضغط على المشير طنطاوي، ومجلسه العسكري لصالح مرسي، الذي تغاضى حاتم بجاتو عن سجل الحالة الجنائية الخاص به عند ترشحه للرئاسة، ثم سافر بعد ذلك إلى ألمانيا لتلقي مكافأته! وأعلنت جين بساكي، المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الأمريكية للصحفيين يوم الجمعة 12 يوليو 2013 قائلة: " إن الولاياتالمتحدةالأمريكية تطالب بالإفراج عن الرئيس المصري المعزول محمد مرسي الذي تم احتجازة في أعقاب عزله، وأن السفيرة الأمريكية بالقاهرة "آن باترسون" التقت بالرئيس المؤقت عدلي منصور، من أجل ذلك، مع تلويح واضح باحتمال تأثُر العلاقات المصرية الأمريكية في حالة عدم الاستجابة للطلب الأمريكي. الطريف أن الولاياتالمتحدةالأمريكية لم تطالب بالإفراج عن رئيس إسرائيل السابق السجين "موشي كاتساف"، ولكنها تطالب بالإفراج عن الرئيس المعزول مرسي!.. رغم أن الرئيس الإسرائيلي "موشي كاتساف" كان صديقًا أيضًا لأمريكا.