شهدت قرية "سلمنت" التابعة لأنشاص الرمل بالشرقية مولد محمد أحمد المهدي، وصباه وبداية شبابه، فقد اغتالته جماعات الإرهاب في رمضان من العام الماضي، وقد بخلت الدولة على الشهيد حتى بلقب "شهيد"، لكن القرية التي عاشت الألم والحزن لعام كامل شعرت بالفرح بعد 30 يونيو وعزل محمد مرسي في 3 يوليو. جميع أهالي القرية يؤكدون أن عزل مرسي وسقوط الإخوان خطوة في الطريق الصحيح للقصاص لدم ابنهم المجند الشهيد محمد أحمد المهدي. الحاج أحمد المهدي، والد الشهيد يقول لي ولدان وثلات بنات، والشهيد محمد هو أصغرهم جميعا، وفي شهر رمضان هذا العام نتذكر الحزن والأسي الذي عشنا فيه جميعا عندما تلقينا الخبر المأساوي باستشهاد ابني ونور عيني محمد، والذي علمنا بوفاته عن طريق شاشات التليفزيون، فلم يبلغنا أحد من الرئاسة أو الجيش، وحتى الآن لم نعرف من القاتلين. ويضيف الحاج مهدي: إنني على المعاش، ومحمد كان يعمل- قبل دخوله الجيش- لمساعدتي في تجهيز أخواته البنات، وتوفير احتياجات المنزل، وباستشهاده عرفنا معنى الحزن والهم، ورغم كل ذلك لم تعاملنا الدولة كأسرة شهيد، وعندما تحدثنا مع محافظ الشرقية المستقيل المستشار حسن النجار لتحصل أسر الشهداء على شقق، قال لنا:لا شقق خالية بالشرقية، ونظم المحافظ احتفالية وأعطى كل أسرة شهيد بالشرقية 5 آلاف جنيه، ولم يقصد بها سوى وجه الإعلام. وأضاف والد الشهيد: طالبنا كثيرا بمعرفة قاتلي ابني والقصاص له، ولكن لم يستجب لنا أحد، وعندما دعا البعض بالنزول يوم 30 يونيو لإسقاط حكم الإخوان فقد شاركنا جميعا بهدف القصاص لدم ابني من الإخوان، لتقاعسهم في إلقاء القبض على القتلة، وأطالب عدلي منصور والسيسي بالقصاص لأبنائنا واستمرار التحقيقات للوصول للمجرمين. مصطفى - شقيق الشهيد محمد المهدي – يقول: لقد مر عام كامل على استشهاد محمد، قتلهم الخونة غدرا في رمضان العام الماضي، وحتى الآن لم يطلق على شقيقي لقب "شهيد"، فما بين أيدينا الآن هو بيان وفاة، يُستخرج لأي متوف، ولم يُستخرج له شهادة وفاة يُكتب بها "شهيد"، وطلبنا ذلك من جميع المسئولين ولم يستجب لنا أحد. وحتى عندما طالبنا بتسمية مدرسة "سلمنت" باسم أخي الشهيد محمد المهدي، لم يستجب لنا المحافظ، مما اضطرني إلى أن أقوم بجميع الإجراءات إداريًا دون مساعدة أحد، وبالفعل استطعت تغيير اسم المدرسة إلى " مدرسة الشهيد محمد أحمد المهدي" بسلمنت، لتكون ذكرى لنا جميعا ولجميع أهالي القرية. وأضاف مصطفى: نحن وأهالي ال 15 شهيدا على مستوى الجمهورية قمنا بإقامة دعوى قضائية - منذ شهور قبل سقوط الإخوان – ضد محمد مرسي والإخوان واتهامهم بالتقصير في القصاص للشهداء، والمطالبة باستخراج شهادات وفاة لهم كشهداء، وليس الاكتفاء ببيان الوفاة، والمطالبة بمنح نجمة سيناء لشهدائنا الأبرار. وعن ثورة 30 يونيو وسقوط الإخوان قال مصطفى: لقد باع المشير طنطاوي الرئاسة للإخوان، وجميعنا خرج للمطالبة بإسقاطهم وإسقاط مرسي، وجميع أهالي القرية خرجوا للمطالبة بالقصاص لشقيقي محمد. وأضاف مصطفى: إن المسئول الوحيد الذي قام بتكريم شقيقي الشهيد هو المهندس فخري السيد، رئيس مجلس مدينة بلبيس، فمنذ أول يوم لتوليه رئاسة المجلس طلب صورة له، ويتم الآن إقامة تمثالين للشهيد محمد، أحدهما أمام الوحدة المحلية لأنشاص الرمل، والآخر أمام مجلس مدينة بلبيس. ومن جانبها قالت منى، شقيقة الشهيد: إن محمد كان حنونا جدا علينا، ومحبوبا من جميع أهالي القرية، وكان سباقا لفعل الخير، وعندما تلقينا خبر استشهاده فلم نفق من الصدمة حتى الآن، وقبل استشهاده بيوم واحد كان من المقرر أن ينزل إجازته ليدخل الامتحانات للسنة الثانية في معهد "سياحة وفنادق "، ويوم دفنه وصلنا خطاب بدء الامتحانات، فأصابتنا جميعا حالة بكاء هستيرية. وأشارت إلى أن أعضاء جماعة الإخوان قاموا - منذ ايام - بتمزيق لافتة عليها صورة محمد والفريق أول السيسي، كان أهالي القرية قد قاموا بتعليقها تكريما له.