سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
إخوان تونس يضحون بأنصارهم لمنع تكرار سيناريو "تمرد" المصرية.. حزب" النهضة" الإخوانى يورط السلفية الجهادية والقاعدة في مقتل" البراهمي".. والمتهم أبو بكر الحكيم كان يدرب الإخوان في المعسكرات
القت أحداث 30 يونيو في مصر والإطاحة بالرئيس مرسي من الحكم وجماعة الإخوان بظلالها على الشارع التونسى حيث حاول حزب النهضة التونسي "الإخوانى" الخروج من مأزق مقتل المعارض التونسي البراهمي- حتى لا يتفاقم الأمر ويتكرر سيناريو تمرد مصر مع تمرد التونسية. وسارعوا بتقديم أبو بكر الحكيم الجهادي التونسي للمحاكمة بتهمة قتل البراهمي وبلعيد، وإلصاق التهمة بجماعة أنصار الشريعة- من السلفية الجهادية-، وتنظيم «القاعدة». أندرو ليبوفيتش محلل سياسي وأمني بشمال أفريقيا ومنطقة الساحل، وهارون زيلين بمعهد واشنطن أكدا أن تونس تمر للمرة الثانية في غضون ستة أشهر بما لا يمكن تصوره من قبل- اغتيال أحد السياسيين بوحشية ودم بارد، ففي فبراير الماضى سقط شكري بلعيد قتيلًا إثر إطلاق الرصاص عليه في الشارع، وفي الخامس والعشرين من يوليو قُتل سياسي علماني آخر هو محمد البراهمي، الذي اغتيل أمام عائلته في حي الغزالة، خارج العاصمة تونس. وأضاف أندرو وهارون في تحليلهما بمعهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى أن حادث القتل يأتي في وقت عصيب تمر به تونس، إذ يكافح الائتلاف الحكومي الثلاثي "الترويكا" الحاكم لكي يبسط سيطرته على البلاد مع وجود حركة "تمرد" الوليدة (اقتباسًا للنموذج الذي تم اتباعه في الاحتجاجات الضخمة التي جرت في شوارع مصر في الشهر الماضي) التي تلهث خلف أية شرارة من شأنها أن تشعل احتجاجات أضخم ضد حزب النهضة الإسلامي الذي يتزعم "الترويكا". وكانت عائلة البراهمي قد ساعدتهم في قضيتهم من خلال مهاجمتها حزب النهضة عقب اغتياله مباشرة، وبدورها ردت الحكومة بعقدها لمؤتمر صحفي يوم الجمعة الماضي، صرح فيه وزير الداخلية لطفي بن جدو أن فحص المقذوفات أظهر أن نفس السلاح استخدم لقتل بلعيد والبراهمي، وأن كلتا عمليتي الاغتيال نفذتا من قبل خلية "على علاقة ب تنظيم «القاعدة»". حتى إنه أفصح عن هوية القاتل المزعوم وهو جهادي فرنسي تونسي معروف يدعى أبو بكر الحكيم. أندرو وهارون ذكرا أن الحكومة التي يتزعمها حزب النهضة خلصت في وقت سريع إلى النظرية القائلة بأن هذه الخلية السلفية الجهادية كانت وراء مقتل البراهمي، والحقيقة وحدها بأنه تم التعرف عليه وعلى سلاحه بسرعة كبيرة، خصوصًا مع توجه الكثيرين لإلقاء مسئولية مقتل البراهمي بشكل جزئي على حزب النهضة، ينبغي أن تثير بعض الشك. مشيرين إلى أنه إذا كانت مزاعم الحكومة صحيحة، فمن الأجدر أن نلقي نظرة أقرب على الحكيم نفسه وعلى تنظيم «القاعدة» والحركات ذات الصلة في تونس. وقالا:" رغم استحالة تقييم صحة المزاعم حول الحكيم أو معرفة ما إذا كان في الحقيقة عضوًا في "جماعة أنصار الشريعة في تونس" أو له صلة ب تنظيم «القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي» بأي حال، إلا أن الحكيم قد شارك سابقًا في البيئة الجهادية" مضيفين أنه من أصل تونسي، ولكنه نشأ في باريس وكان عضوًا في شبكة عراقية لتجنيد الجهاديين تسمى "Filieres Irakiennes" أو "سلسلة العراقيين"، التي عملت في الفترة 2004-2009. وتورط أيضًا شقيق الحكيم رضوان ولكنه قُتل في النهاية في غارة جوية أمريكية في مدينة الفلوجة بينما كان يقاتل مع تنظيم «القاعدة» في العراق في يوليو 2004. أندرو وهارون ذكرا أن اسم الخلية الأولى في هذه الشبكة كان "الدائرة التاسعة عشر" أو "تلال شومو" التي كان الأَخَوان قد شاركا فيها، وتولى قيادة هذه الخلية "فريد بنيتو" داعية ذو شخصية جذابة قام على تعليم نفسه بنفسه وكان يحاضر خارج العديد من المساجد ومجموعات الصلاة، بما في ذلك مسجد عدوة من "الدائرة التاسعة عشر". وبالرغم من وفاة رضوان، كان أبو بكر هو المسئول عن محطة على الطريق في سوريا تخدم الشباب الفرنسيين المتوجهين إلى العراق، ورغم ذلك، لم يدم الحكيم طويلًا، لأن نظام الأسد كان ألقى القبض عليه في عام 2004، وسجنه لمدة عام، ثم سلمه إلى فرنسا في 2005. وقد تم الحكم على الحكيم في عام 2008 لمدة سبع سنوات بتهمة تورطه في حلقة التجنيد تلك، وكان ذلك يبقيه في السجن حتى عام 2015، ولكنه قضى فقط ثلثي مدته، ثم تم ترحيله إلى تونس في وقت ما من عام 2012، ومنذ ذلك الحين ظل اسم الحكيم يظهر في التقارير عن المليشيا الموجودة حول جبل الشعمبي غرب تونس. وقالًا:" من الصعب تقييم هذه المزاعم ما دمنا نفتقر تقريبًا إلى التحقق منها بطريقة مستقلة، وهذا يعني أنه نظرًا لروابطه السابقة مع شبكة التجنيد الجهادي وتنظيم «القاعدة في العراق»، فلن يكون بعيد الاحتمال إذا كان له بالفعل نوع من الاتصال أو العلاقة مع تنظيم «القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي». وأكدا أنه في الوقت نفسه ونظرًا للطبيعة الضبابية لوجود الحكيم في تونس وندرة المعلومات الموثوقة بشأن الاتصال بين تنظيم «القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي» و"جماعة أنصار الشريعة في تونس"، فإنه من السابق لأوانه بكثير أن ننتهي إلى أية استنتاجات حقيقية. أما "الجماعة الإسلامية المقاتلة في تونس" التي أسسها المحاربان القديمان في أفغانستان طارق معروفي وسيف الله بن حسين (أبو أيوب التونسي) فقد عملت عن قرب مع أسامة بن لادن، وساعدته في تجنيد المفجرين الانتحاريين الذين قتلوا زعيم المجاهدين الأفغان أحمد شاه مسعود، واستخدمت فيما بعد شبكات جمع الأموال المتمركزة في أوربا وكذلك شبكات تهريب الأفراد لنقل المقاتلين إلى العراق. وفي عام 2002 اضطلع تنظيم «القاعدة» في التفجير الانتحاري لمعبد يهودي تاريخي في جزيرة جربة التونسية مستعينًا بعناصر عاشوا وعملوا في أوربا. و ساعد قانون مكافحة الإرهاب الذي أصدره زين العابدين بن على عام 2003 على قيام الحكومة باتخاذ إجراءات صارمة ضد الشبكات الإرهابية في البلاد. وبسقوط بن على عام 2011، تم إطلاق سراح هؤلاء السجناء ومن بينهم أبو عياض (مؤسس "جماعة أنصار الشريعة في تونس") ومعروفي ونشطاء آخرين من الحركة السلفية الجهادية مثل حسن بن بريك. وبدأ تنظيم «القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي» يحدث تأثيره في تونس. وفي ضوء الاندماج بين "الجماعة السلفية للدعوة والقتال" في الجزائر وتنظيم «القاعدة» في عام 2007، فشل تنظيم «القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي» حتى عام 2011 في دمج الحركات الجهادية في شمال أفريقيا تحت مظلة جماعة واحدة، على الرغم من الدور الذي لعبته "الجماعة السلفية للدعوة والقتال" في تدريب المقاتلين التونسيين، بمن فيهم قادة "مجموعة سليمان" الذين ألقت السلطات التونسية القبض عليهم في عام 2006 وبداية عام 2007 - والمساعدة في إرسال آخرين إلى العراق. بيد يظهر أن الصورة قد تغيرت بعد عام 2011. وفي عامي 2011 و2012، زعمت السلطات التونسية أن مقاتلي تنظيم «القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي»، من بينهم مقاتلين تونسيين، فضلًا عن عناصر من "مجموعة سليمان" كان قد أُطلق سراحهم، تورطوا في اشتباكات مرتبطة بتجارة الأسلحة في الروحية وبئر على بن خليفة، كما أشارت وسائل الإعلام وتقارير رسمية إلى تورط تنظيم «القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي» وجهاديين آخرين في عمليات التجنيد وتجارة الأسلحة في تونس وكانت هذه المجموعة تقوم بعملياتها في منطقة جبل الشعانبي فضلًا عن أنها كانت تتنقل بسهولة عبر الحدود. وبدأت الحكومة عمليات بحث مكثفة عن مجموعات المقاتلين في جبل الشعانبي وتوسعت في البحث شمالًا في مدينة الكاف وذلك بعد أن كانت القوات الأمنية التونسية ضحية الألغام الأرضية التي زرعتها المجموعة حول الجبل في أواخر أبريل 2013. وبعدها أصيب ما يقرب من أربع وعشرين جنديًا نتيجة تلك الألغام وقُتل العديد على مدى الشهور القليلة التالية..