قالت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية أن إدارة الرئيس الأمريكي "باراك أوباما" تشعر بتخوفات متزايدة من أن يستمر الجيش المصري الذي يتجاهل - حسب زعمها - باستمرار النداءات الأمريكية في تعميق أعمال القمع التي قد تثير فترة مستدامة من عدم الاستقرار بل الأسوأ أنه ربما تقود أعضاء جماعة الإخوان إلى حمل السلاح. وفي سلسلة من الرسائل الخاصة في هذه الأيام، حذر وزير الدفاع الأمريكي "تشاك هيجل" ومسئولون أمريكيون آخرون وزير الدفاع المصري "عبدالفتاح السيسي" مما وصفوه بحملته القمعية ضد الإخوان ستخاطر بعودة الجماعة مرة ثانية إلى العمل السري وربما العودة إلى العنف. وأوضحت الصحيفة أنه رغم النصائح والتحذيرات، دعا "السيسي" إلى مظاهرات الجمعة الماضية والتي كانت سببا في أسوأ واقعة عنف منذ ثورة يناير 2011، مضيفة: أن واشنطن أرسلت رسائل تحذيرية إلى الإخوان بضرورة التهدئة، إلا أنه كما فعل الجيش، رفض قادة الجماعة إعطاء أى علامة على التراجع. وأشارت الصحيفة إلى أن هناك توقعات أو ربما آمال بالسماح لوفد الاتحاد الأوربي الذي يرأسه "كاثرين آشتون" مديرة السياسة الخارجية بزيارة الرئيس المعزول "محمد مرسي"، مشيرة أن "السيسي" ربما يحاول تهدئة الأجواء من خلال الاستجابة للمطالب الأمريكية والدولية. وأكدت الصحيفة أن أعمال العنف التي حدثت صباح السبت تشير إلى مدى الانفصال والفجوة المتسعة بين واشنطن والقاهرة حول كيفية معاملة أنصار ومؤيدي الرئيس المعزول "مرسي". ومضت الصحيفة تقول: إن التطورات تعكس قصور النفوذ الأمريكي في مصر رغم المعونة الأمريكية لمصر البالغ قيمتها 1,5 مليار دولار والتي هدفت إلى بناء علاقات عسكرية جيدة مع واشنطن. ولفتت الصحيفة إلى أن أعمال العنف التي حدثت جعلت نظرة واشنطن إلى احتمالية حدوث مصالحة باتت قاتمة للغاية بل مستحيلة في الوقت الحالي. ومضت الصحيفة تقول: إن الأخطار تتفاقم في مصر مع تدفق الكثير من الأسلحة عبر الحدود الليبية إلى شبه جزيرة سيناء المصرية والتي تضيف المزيد من عدم الاستقرار إلى الشارع المصري، منوهة إلى أن "هيجل" أعرب عن مخاوفه من هذا الأمر وحذر "السيسي" من مغبته. وذكرت الصحيفة أن جماعة الإخوان تفكر في شن حملة عصيان مدني مستدامة في جميع محافظات مصر، وهو ما قد يؤدي إلى اشتباكات في الشوارع على نطاق واسع وهو الذي بدوره يصب بالسلب على العملية السياسية والاقتصادية. وبالنسبة لأمريكا، فإن موقفها صعب للغاية من جانب الشعب المصري، فجماعة الإخوان والإسلاميين أعربوا عن استيائهم من الإدارة الأمريكية عندما وقفت واشنطن مع الإطاحة ب"مرسي". وعلى الجانب الآخر، أعرب أنصار الإطاحة ب"مرسي" عن غضبهم من واشنطن عندما قررت وقف المعونة العسكرية وقالوا: إنها تضغط من أجل مصلحة الإخوان. وانتهت الصحيفة قائلة: إن الخطر الأكبر في البلاد، هو أي محاولات من القيادة المصرية الجديدة لقمع جماعة الإخوان وحرمانها من دور حقيقي في الحياة السياسية.