[email protected] بدماء وشهداء ومصابين وقلاقل.عادت الأمور إلى نصابها الطبيعى حيث تحارب الدولة الإرهاب والإرهابيين.لا أن يحكم الدولة الإرهابيون والقتلة. ومع ذلك يتملكنى مرض جديد اسمه فوبيا الشارع. نعم الخوف من الشارع وهو مرض تزداد أعراضه مع الانتظام في تنفيذ خطوات المرحلة الانتقالية وتحديدا عند إجراء الانتخابات. وأسباب هذا المرض آفات موجودة في المجتمع المصرى. وأشرس هذه الآفات آفة النسيان التي حذر منها الأديب الكبير نجيب محفوظ أكثر من مرة في روايته الخالدة أولاد حارتنا حيث تكررت جملة (آفة حارتنا النسيان). وكأنه هم كان كاتبنا الكبير يعانى منه ومن آثاره. وأنا أخاف أن ينسى شارعنا أكاذيب تجار الدين.أن ينسى أنه لا فرق عملى بين الإخوان والسلفيين. إلا في حجم وطول الذقن. فالاثنان واحد في الادعاء بامتلاك الحقيقة المطلقة وفى فكر الإقصاء وأنهما فقط هم الصح. وكل البشر خطاة وعلى خطأ وجهل وكفر. أخاف أن ينسى الشارع وآفة حارتنا النسيان أن الخلافة وهم لا يعود ولن يعود. وإلا لماذا لا تعلنها تركيا وتتنازل عن حدودها وتعيد العثمانيين على يد أردوغان السادس عشر وهم لا يفعلون لأنهم يدركون أن تفتيت الوطن لا يخدم الإسلام. بل يخدم أعداءه أخاف أن ينسى الشارع دماء النقراشى باشا والخازندارة وشهداء الاتحادية ودماء الحسينى أبو ضيف ومحمد الجندى وكل من قتل على يد الإخوان وشركائهم في الفكر وعبادة الكرسى في الإسكندرية والعريش والأقصر وبين السرايات والمنيل والتحرير. وكل الدماء والدموع التي لن تجف لأسر هؤلاء الشهداء. أخاف أن ينسى الشارع أن أبو الفتوح لا يختلف عن مرسي في الجوهر حتى لو اختلف معه في المنظر. وأن لسانه الذي يقطر عسلا لكل فريق محاولة بائسة لكسب أصوات من كل فريق وأنه شريك في جرائم قتل المصريين وقتل الرئيس البطل أنور السادات. أما الآفة الثانية التي تنهش في شارعنا هي آفة الجهل فأصاب بهذه الفوبيا عندما اسمع عن رمز للناخب ليختاره الجاهل هلال وجمل وميزان على الرغم أن الجاهل لا يحصل على رخصة قيادة سيارة إلا بعد حصوله على شهادة محو أمية. فكيف يسمح له بقيادة وطن؟ ولماذا لا تكون ممارسة الانتخابات حافزا للتعليم والقضاء على الأمية ويكون محو الأمية عملاً أساسياً للأحزاب وهنا أذكركم بأن المفكر المستنير مونتسيكو وضع شرطين لممارسة الديمقراطية أولها لا ديمقراطية مع جهل وثانيها أنه لا يوجد تصويت على أمر مقدس. أي لا يمكن أن تخير بين الدين وأي نظام آخر. فالدين أعلى وأسمى وأعظم من أن يصوت عليه وأن يدخل كعنصر في عملية انتخابية نسبية متغيرة وهو المقدس الثابت. وهذان الشرطان بدونهما لا تقوم ديمقراطية سليمة. الآفة الثالثة التي تصبينى بفوبيا الشارع هي قبول الرشاوى الانتخابية وهى مشكلة عميقة في ظل وجود فقر دكر واحتياج مر وجوع بالاجبار وعشوائيات بلا حصر.لذلك فالزيت والسكر والأرز لهم سطوة وأنصح الشارع بخداع من يريد أن يخدعهم فليأخذوا هذه المواد الغذائية ولكن يكونوا أذكى ويخدعون الراشى الذي لن يحسن أحوالهم لكى يحسن إليهم عند الانتخابات وأكبر عقاب لهم هو أخذ عطاياهم وعدم انتخابهم. الآفة الرابعة في شارعنا هي الطائفية المقيتة ولعبة مسلم ومسيحى وخاصة في صعيد مصر. حيث يعد اختيار الأقباط التلقائى للدولة المدنية جريمة تستحق عدم المساندة والحصار وإسقاط المرشح وهى آفة تدمر جهاز الأعصاب للوطن. أمثال لهذا الزمان -الباب اللى يجيلك منه سلفانى أعرف أن وشه التانى إخوانى. واللى انشق عليهم في العلن سمهم تحت جلده ساريا.