"بلدى وإن جارت علىّ عزيزة.. أهلي وإن ضنوا علىّ كرامُ".. هذا ما أعاد اكتشافه معظم المهمشين والحرافيش وفقراء هذا الوطن يوم الجمعة الماضية، عندما وجدوا أنفسهم يخرجون بالملايين ليفوضوا "السيسى" كى يقضى على الإرهاب، وكى يقولوا له بالفعل وليس بالكلام: نحن معك.. خلفك وأمامك وحواليك.. ف "الوطن.. الوطن" لا وقت للهوان ولا التراجع.. خرج الحرافيش على بكرة أبيهم لتأييد السيسى أمام العالم في حربه من أجل الوطن ضد من يرهبون أهل الوطن ويهددونهم بحرقه.. نسى الفقراء كيف عاشوا فقرهم وحرمانهم طيلة الأعوام الماضية وتناسوا همومهم وخرجوا ليضعوا أيديهم في أيدى باقى أبناء مصر، شعبها وشرطتها وجيشها، ليقفوا جميعا في وجه العالم الخارجى الذي ينتظر فرقتنا وتشرذمنا، ليثبتوا له أنهم فوضوا "السيسى" أمام العالم ليتعامل نيابة عنهم مع هذا الإرهاب القادم من ميدان رابعة وأطراف سيناء وكافة حدود المحروسة.. الشعب فوض الجيش لحماية الوطن، محتشدا بالملايين بجميع شوارع وميادين مصر، في تظاهرة لفتت انتباه العالم أجمع ووقف الكون لها انتباها. أكتب هذه المقدمة بعد أن قرأت تلك الرسالة التي وصلتنى هذا الأسبوع - ضمن رسائل عديدة- والتي أعرضها عليكم في السطور القادمة: عزيزى الحرفوش الكبير.. أحييك بتحية أهل مصر لقائدهم الجديد الذي منّ به عليهم التاريخ ليخلصهم من براثن الخلافة المزعومة وحكم القبيلة الواحدة الذي كان يخطط لهم السقوط فيه.. أحييك بتحية ملايين المصريين الذين خرجوا يؤدونها لجيشهم العظيم كى يكمل مسيرته في تطهير الوطن من الإرهاب والإرهابيين.. عزيزى.. أود أن أقول لك إننى مازلت منتشيا بما شاهدته يوم الجمعة الماضية من جموع بشرية لم تشهدها عينى من قبل.. منتشيا بعودة الوطن لأهله من جديد عقب محاولة لاختطافه باءت بالفشل.. بعد تصدى القوات المسلحة لها.. الجيش والشرطة تصدوا معا للمؤامرة بصدور مفتوحة كى يثبتوا للشعب أنهم ليسوا في عزلة عن معاناتهم.. ليثبتوا لنا أنهم بالفعل أبناؤنا وأشقاؤنا وآباؤنا وأنهم لم ينفصلوا عنا أبدا.. وكأنهم يقولون لنا نحن منكم وأنتم منا فلا غنى ولا استغناء.. سيدى الحرفوش الكبير... دعنى أتدبر أحرفا أصف لك بها قمة سعادتى بعودة الوطن لأهله.. نعم.. فسنوات طوال لم نشعر فيها بأننا جزء من هذا الوطن.. سنوات بعدد أعمارنا ياسيدى حتى جاءت ثورة الخامس والعشرين من يناير التي أشعرتنا أننا من الممكن أن نعيش.. إلا أن فئة من أبناء هذا الوطن لبسوا ثياب التقى والصلاح وراحوا يسرقون الوطن من جديد.. لكن هذه المرة باسم الدين.. صدقناهم فسرقونا.. إلا أن فئة أخرى من نفس أبناء هذا الوطن فطنوا لتلك السرقة.. فقالوا لنا إنهم لكم سارقون فصدقنا المسروق عن السارق.. وخرجنا في ثورة 30 يونيو... كلنا متمردون... وفى ظهرنا جيش عظيم قال كلمة الحسم واختار أهله المعرضون لمؤامرة السلب.. فقال الجيش لنا: "اركنوا" وأنا لها.. فقد جاء الوقت لرد الجميل.. وتصالح الأهل مع ابنها البار الأصيل.. الشرطة والقضاء وجيش عظيم.. وقفوا يدا واحدة لحماية ثورة الثلاثين.. وبعد قرار عزل المعزولين ودرء السارقين الذين عادوا إلى أصلهم إرهابيين ظهر القائد مرة أخرى ليطلب تفويضا من شعبه ليتصدى مرة أخرى للإرهاب ويقضى على الإرهابيين.. فخرجنا.. خرجنا بالملايين لنقول للقائد عبد الفتاح السيسى كلنا فداك يا قائدنا العظيم طالما أنك افتديتنا بنفسك وبمنصبك وبكل ما كان من الممكن أن يقع لك في حال نجاح السارقين وعودة الأفاقين.. الجميع قالوا للسيسى: إنا لمفوضون.. الأطفال.. الشباب.. الأباء.. الأمهات..جميعنا خرجنا مفوضين.. 45 مليون مصرى خرجوا مفوضين إياه ليخلص وطنهم من الإرهابيين.. غنى له الشباب ورقصت له الصبايا ودعت له الأمهات وهتف له الأباء "كلنا معك" أمام العالم الذي كان يرقبنا كيف سنكون.. أريد ياسيدى الحرفوش أن أبعث بكلمات في صدرى للفريق السيسى من خلال رسالتى هذه وأقول: كنا ملحمة أنت فكرتها.. كنا أنشودة أنت لحنها.. كنا موسيقى وأنت عازفها.. فهل تريد المزيد أيها البطل عبد الفناح السيسى.. 45 مليون تفويض ياسيسى.. عايز تانى ؟! فقد قالت لك فتاة عبر موقع التواصل الاجتماعى بحبك ياسيسى واللى نفسك فيه أءمر واعتبره حصل.. وقالت أخرى في مقال لها بإحدى الصحف اليومية "هيت لك".. فماذا تريد تفويضا أكثر من ذلك.. البنات قبل الشباب يغازلونك يداعبونك يحنون عليك وكأنهم يقولون لك لاتخشى شيئا.. فأنت بنا ولنا.. ابننا وشقيقنا ووالدنا... وكلنا على قلب رجل واحد هو أنت ياسيسى.. وهكذا نحن حرافيش هذا الوطن.. أردنا أن نقول لك كل ما قيل... فرحة منا وتأييدا رغم كل ما نعانيه من ضيق العيش الذي نأمل أن يجنبنا زماننا إياه مادام معنا بطل مثلك.. أعانك الله على ما أنت فيه وعلى ما حملناك إياه !