منذ سنوات عديدة أصبح شهر رمضان موسمًا شهيرا لبرامج الكوميديا والمقالب التي يطل بها النجوم على المشاهدين كل عام، وكانت تعتمد هذه البرامج في الأساس على المواقف الطريفة أو المحرجة للضيوف، إلا أن الأمر اختلف تماما في الفترة الأخيرة، فقد اعتمدت هذه البرامج مؤخرًا على عنصر الخوف، مما أدى إلى صدور ردود أفعال غير لائقة من ضيوفها، وأصبحت الشاشة المصرية مكتظة بالألفاظ الخارجة والشتائم، وهذا يتنافى وحرمة الشهر الكريم. وكان على رأس هذه البرامج برنامج "رامز عنخ آمون" الذي يقدمه رامز جلال، الذي أظهر الوجه الآخر لعدد من النجوم الذين ظهروا في البرنامج بشخصياتهم الحقيقية التي طغت عليها العصبية، وإطلاق الألفاظ الخادشة في المواقف الصعبة التي يواجهونها في تلك البرامج. وشهدت حلقة الفنانة هيفاء وهبي مجموعة لا بأس بها من الشتائم والسباب، أتبعتها بعدد من الركلات التي وجهتها لرامز، بالرغم من الصداقة التي تجمعهما كأبناء مهنة واحد، وهذا ما خلق نوعا من الخلاف بين رامز جلال وشقيقه ياسر الذي وجه له لوما شديدا لإهداره كرامته وكرامة عائلته على أيدي الفنانين بسبب برنامج كوميدي. ولم تقتصر الألفاظ الخارجة على برنامج "رامز عنخ آمون"، فقد احتوى برنامج "في الهوا سوا " للفنان إدوارد مجموعة كبيرة أيضًا من الألفاظ الخادشة للحياء أطلقها ضيوف البرنامج، وكذلك برنامج "من غير زعل" للإعلامية ريهام سعيد وسعد الصغير. وعلى الرغم من كل هذا إلا أن هذه البرامج تلقى رواجا كبيرا بين المشاهدين، ويقول الدكتور جمال فرويز -استشاري الطب النفسي- إن السبب في رواج هذه النوعية من البرامج بين المصريين هي الطبيعة النفسية للمواطن التي وصفها الطب النفسي العالمي بأنها شخصية "مازوخية " تتلذذ بتعذيب الذات، وتستمتع بمشاهدة الأعمال المخيفة والمرعبة، وأضاف فرويز أن مقدمي هذه البرامج لهم تركيبة نفسية وشخصية خاصة، فرامز جلال شخصية "سيكوباتية سادية"، وهي الشخصية التي تتلذذ بتعذيب الآخرين وتتصف باللامبالاة والسلبية، كما أن رامز لا يستطيع التفكير في العواقب التي تنتج عن تصرفاته، لذا فهو بارع في تقديم هذه النوعية من البرامج، خاصة أن كل الصفات التي اكتسبتها شخصيته ترجع إلى عنصر التربية والوراثة، بالإضافة إلى اكتسابه لبعضها من أصدقاء السوء، أما الألفاظ الخارجة التي تصدر من الفنانين فهي رد فعل طبيعي بسبب الموقف الذي يتعرضون إليه، ومن أهم مميزاتها أنها تكشف الوجه الحقيقي للفنان بعيدًا عن أضواء الكاميرات. ونصح فرويز "جلال" بضرورة التفكير في عواقب ما يقوم بفعله، خاصة أن المقالب التي يقوم بعملها في أصدقائه لها مخاطر كبيرة، فقد تعرض الأشخاص إلى الإصابة بالجلطات القلبية ونزيف المخ أو المرض العصبي الذي من الممكن أن يعيش مع الشخص لسنوات طويلة. واختلف الدكتور عصام الشماع -المخرج الدرامي، أستاذ الطب النفسي- مع فرويز، فأكد أن هذه النوعية من البرامج تلقى قبولا كبيرا لاعتمادها على كوميديا الموقف وبراعة مقدميها في استخدام الأدوات التجارية التي تعجب جمهور المشاهدين، وأكد الشماع أن هناك العديد من هذه الحلقات تعتمد في الأساس على التمثيل، فقد يكون الضيف على علم بالمقلب ولكنه يقوم بتجسيد دور الضحية ببراعة نظرًا لموهبته. الإعلامية حياة عبدون اعترضت بشدة على نوعية هذه البرامج، مؤكدة أنها برامج غير هادفة تعتمد على الكوميديا الرخيصة التي من الممكن أن تؤذي أكثر ما تسعد، فالضحك ليس من الضروري أن يأتي عن طريق تخويف الآخرين وتعرضهم للمخاطر، كما استنكرت "حياة" الالفاظ الخارجة التي تصدر من ضيوف هذه البرامج، مؤكدة أن العديد من أصدقائها في الدول العربية اقتنعوا بأن الشخصية المصرية تتصف بتدني الأخلاق والهمجية في رد الفعل، نظرًا لما يشاهدونه في برامجنا ومسلسلاتنا من ألفاظ غير لائقة، وطالبت بضرورة التحكم في هذه الألفاظ أو منعها بشكل أو بآخر محملة المسئولية على عاتق الرقابة والقائمين على الإعلام.