يحكي عبد العاطى في مذكراته: سمعنا تحرك اللواء 190 مدرعات الإسرائيلية وبصحبته مجموعة من القوات الضاربة والاحتياطى الإسرائيلى، وعلى الفور قرر العميد عادل يسرى الدفع بأربع مجموعات من قوات القناصة، وكنت في طليعة هذه القوات، وبعد ذلك فوجئنا بأننا محاصرون تماما، فنزلنا إلى منخفض تحيط به المرتفعات من كل جانب، ولم يكن أمامنا سوى النصر أو الاستسلام.. تزخر سجلات حرب 6 أكتوبر المجيدة بالعديد من أسماء الأبطال، خير أجناد الأرض، الذين حطموا أسطورة الجيش الذي لا يقهر.. ومن هؤلاء الأبطال رقيب أول محمد عبد العاطى.. "صائد الدبابات".. ولد في قرية "شيبة قش" بمركز منيا القمح بمحافظة الشرقية.. اشتهر باصطياده 29 دبابة ومدرعة إسرائيلية في أكتوبر 1973 وأصبح نموذجا تفتخر به مصر وتحدثت الصحف العالمية عن بطولاته، حتى بعد وفاته في 9 ديسمبر2001، وهو أشهر من حصلوا على نجمة سيناء من الطبقة الثانية بعد أن حقق انجازا يراه خبراء العسكرية معجزة. بدأت أرض المعركة تشتعل، ولم يصدق أحد أن الجنود المصريين قد عبروا الضفة الشرقية للقناة.. وكان عبد العاطي هو أول فرد من مجموعته يتسلق الساتر الترابي، وبعد لحظات قام الطيران الإسرائيلي بغارات منخفضة لإرهاب الجنود، ظنًا منهم أن مشهد 1967 سيتكرر ولكن هذه المرة كانت الظروف مختلفة، فقد قام الجنود المصريون بإسقاط أربع طائرات إسرائيلية بالأسلحة الخفيفة، واستطاع اللواء 112 مشاة أن يحرر مساحة من أرض سيناء، واستطاع الوصول إلى الطريق الأسفلتي العرضي من القنطرة إلى عيون موسى بمحازاة القناة بعمق 70 كيلومتر في اليوم الأول من المعركة. يقول عبد العاطى في مذكراته: التحقت بالجيش عام 1972 وانتدبت لسلاح الصواريخ المضادة للدبابات وكنت أتطلع إلى اليوم الذي نرد فيه لمصر ولقواتنا المسلحة كرامتها، وكنت رقيب أول السرية وكانت مهمتنا تأمين القوات المترجلة واحتلال رأس الكوبرى وتأمينها حتى مسافة 3 كيلو مترات. وانتابتني موجة قلق في بداية الحرب فأخذت أتلو بعض آيات القرآن الكريم، وكان يوم 8 أكتوبر 73 من أهم أيام اللواء 112 مشاة، وكانت البداية الحقيقية عندما أطلقت صاروخا على أول دبابة وتمكنت من إصابتها، ثم تمكنت من تدمير 13 دبابة و3 عربات نصف جنزير. ويحكي عبد العاطى في مذكراته: سمعنا تحرك اللواء 190 مدرعات الإسرائيلية وبصحبته مجموعة من القوات الضاربة والاحتياطى الإسرائيلى، وعلى الفور قرر العميد عادل يسرى الدفع بأربع مجموعات من قوات القناصة، وكنت في طليعة هذه القوات، وبعد ذلك فوجئنا بأننا محاصرون تماما، فنزلنا إلى منخفض تحيط به المرتفعات من كل جانب، ولم يكن أمامنا سوى النصر أو الاستسلام.. ونصبنا صواريخنا على أقصى زاوية ارتفاع وأطلقت أول صاروخ مضاد للدبابات فأصابها فعلا، وبعد ذلك تولى زملائى ضرب الدبابات واحدة تلو الأخرى حتى دمرنا كل مدرعات اللواء 190 عدا 16 دبابة حاولت الهرب ولم تنجح.. وأصيب الإسرائيليون بالجنون والذهول.. وحاولت مجنزرة إسرائيلية تضم قوات كوماندوز الالتفاف وتدمير مواقع جنودنا إلا أننى واجهتها ودمرتها بمن فيها.. وفى نهاية اليوم بلغت حصيلة ما دمرته 23 دبابة و3 مجنزرات إسرائيلية.. وفى 9 أكتوبر فوجئ البطل عبد العاطى بقوة إسرائيلية مدرعة تتجه لمهاجمتهم على الطريق الأسفلتى.. وتكونت هذه القوة المدرعة من مجنزرة وجيب وأربع دبابات.. وبدأ عبد العاطى بالتصويب على المجنزرة فدمرها.. ثم دمر الدبابة الثانية بالصاروخ الثانى.. واستمر عبد العاطى في تدمير المجنزرات والدبابات حتى بلغ رصيده 17 دبابة تم تدميرها بمن فيها.. وفى 10 أكتوبر 1973 هاجمت ثلاث دبابات إسرائيلية مركز القيادة وتمكنت من اختراقه.. فقام عبد العاطى بتدمير الدبابات الثلاث.. ودمر دبابة أخرى يوم 15 أكتوبر، أما في يوم 18 أكتوبر فقد دمر دبابتين. وخلال رحلة حياته التي انتهت في 9 ديسمبر 2001، أنجب أربعة أبناء، وسام "رائد شرطة"، وأحمد" نقيب شرطة" وعصام "موظف بقصر الثقافة" وابنة واحدة متزوجة. وقد كتب عنه الشاعر الكبير عبد الرحمن الأبنودى كلمات رائعة في قصيدة أهداها له في ذكرى وفاته، فقال: اسمك بهت وكان عمره ماكان اتباع كأنه بضاعة ف الدكان في الانفتاح على عورة الأوطان أدى الجناة أبرار وانت الخاطي وانت غلطة الوطن ياعبد العاطى انت نويت واتارى فيه غيرك نوى.. ناس عليو فوق وسابوك بتبحث في الفتات عن الدوا لكبدك اللى ما احتملش فانشوى يا صاحبى موت ارجوك وموت الغضب الاسم كان هوه الهدف رفرف على مرمى النيران وكأنه قاصد ينضرب الاسم ضلم وانشطب ومصر مصريين مصر احنا وهمه احنا أصواتهم وجع مسموم