أثبتت مجريات الأحداث، أن الولاياتالمتحدةالأمريكية ما كانت أبدًا صديقة إلا لنُظم الحكم السائرة في فلكها المُنفِذة لما تريد، وبالرجوع قليلا للماضي نجد أن هناك صديقًا آخر وقف بجوار مصر في بدايات الثورة وعضد مصر عبد الناصر في بناء مصر ما بعد ثورة 23 يوليو سنة 1952، وقد تمثل ذلك في إمداد مصر بالسلاح وإنشاء المصانع فضلا عن المساهمة في بناء السد العالي، حديثي عن الصديق الروسي في زمن الاتحاد السوفييتي القديم، وقد ورثته دولة روسيا الآن وذلك على هامش القرار الأمريكي لإرجاء إمداد مصر بعدد أربع طائرات" إف 16" تحت مسمي أن الأوضاع في مصر غير مستقرة. وبالطبع، يكمن غير الاستقرار في قيام ثورة 30 يونيو ومحو أثر جماعة الإخوان من سدة الحُكم، وقد كانوا كنزا لأمريكا رئيسًا ومرشدًا وضاع كل شيء مع تعضيد جيش مصر لشعبها العظيم ضد دولة الإخوان البائدة، ولأجل هذا لابد من وقفة رسمية مع العدو الأمريكي وقد تدخلت أمريكا كثيرًا في الشأن المصري ولعبت سفيرتها آن باترسون دورا مشبوهًا تم رصده رسميا وشعبيًا على نحو يستلزم تغيير الوجهة بما يتفق مع توجه مصر الجديدة التي لا يمكن أن تتقبل تدخلا أمريكيا سافرًا في شئونها وهذا يفتح مجال للحديث عن المعونة الأمريكية التي تستفيد أمريكا من ورائها أكثر من مصر. ويبقي على مصر الجديدة أن تدشن بداية جديدة متوازنة لأجل تنوع مصادر السلاح، ولا يمكن أن ننسي أن السلاح الروسي قد انتصر على السلاح الأمريكي في حرب أكتوبر المجيدة ولن تكون طائرات "إف16" هي مبعث قوة سلاح الطيران المصري لأنها دوما ذات فاعلية أقل ما تصدر لإسرائيل، وهناك السلاح الروسي والصيني والهندي لأجل تلقين أمريكا درسًا مفاده أن مصر لن تنحني أبدًا وقد مضي زمن التلقين والانحياز والانحناء للأبد لأن مصر قد عادت لشعبها بعدما تخلصت من جبروت حكامها ومن اليوم وللأبد.. لن تستكين أبدا.