سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
"رويترز" تكشف النقاب عن محادثات سرية توسطها مبعوث الاتحاد الأوربي بين "مرسي" والمعارضة قبل شهر من عزله.. "المعزول" وجماعته رفضوا مبادرة إنقاذهم بسبب قناعتهم بأن الصناديق أعطتهم شرعية مطلقة
أكد دبلوماسيون أوربيون أن الرئيس المعزول محمد مرسي، كان باستطاعته استكمال فترته الرئاسية لو كان وافق على صفقة سياسية مع المعارضة، لعب الاتحاد الأوربي فيها دور الوسيط في أبريل الماضي، وكانت تقضي بتعيين رئيس وزراء جديد خلفًا للدكتور هشام قنديل، وتغيير النائب العام، مقابل اعتراف المعارضة بشرعية مرسي، والمشاركة في الانتخابات البرلمانية، مشيرين إلى أن رفض مرسي وجماعة الإخوان، كان بسبب قناعتهم بأن الصناديق أعطتهم شرعية مطلقة. وقالت "رويترز" إن مبعوث الاتحاد برناردينو ليون، كان وسيط الاتحاد الأروبي لعرض أفكاره على "المعزول" والمعارضة، في زيارته الأخيرة، قبل شهر، مؤكدة أن ستة من أحزاب المعارضة الليبرالية أبدت موافقتها إلى الاعتراف بشرعية "المعزول"، والمشاركة في الانتخابات البرلمانية التي هددت بمقاطعتها. وأشارت مصادر مطلعة ل"رويترز"، إن سعد الكتاتني، رئيس حزب الحرية والعدالة، الذراع السياسية لجماعة الإخوان، ساعد في التفاوض على الاتفاق، لكنه لم يستطع أن يقنع به "المعزول" وقياديين آخرين بالجماعة. وقالت إن حمدين صباحي، مؤسس التيار الشعبي، قال إن المعارضة بذلت قصارى جهدها للتوصل إلى اتفاق، واقتربت جدًا من هذا لكن في النهاية لم يتغير موقف "مرسي". وأضاف أن الرئيس المعزول طالب بحوار بلا شروط أو طلبات مسبقة أو جدول أعمال أو أهداف. وقال إن المعارضة تعهدت بالاعتراف الكامل بشرعية مرسي، وخوض الانتخابات البرلمانية لو كان الرئيس وافق على إجراءات بناء الثقة هذه. وكان الاتفاق الإطاري الذي قالت «رويترز» إنها اطلعت على مسودته سيؤيد حصول مصر على قرض من صندوق النقد الدولي قيمته 4.8 مليار دولار تعثرت المفاوضات بشأنه، وكان هذا سيفتح الباب أمام استثمارات ومساعدات اقتصادية أوسع. وقال وائل هدارة، مساعد الرئيس المعزول، إن مرسي أشار إلى أنه سيشرف على تشكيل حكومة ائتلافية في آخر خطاب بثه التليفزيون قبل ساعات من عزله. وأضاف ل«رويترز» في رسالة بالبريد الإلكتروني، أن «المشكلة الأساسية التي واجهت مصر كانت العنف والاضطرابات». وقال متسائلا إنه إذا كانت الانتخابات قد أظهرت الواحدة تلو الأخرى أن أحزاب جبهة الإنقاذ الوطني غير قادرة على تكوين شعبية فلماذا كانت أي حكومة مكونة من هذه الأحزاب ستصبح أقدر على تفادي العنف أو تخفيف حدته. وأكد فريد إسماعيل، السياسي البارز بجماعة الإخوان، في مقابلة خلال اعتصام لمؤيدي مرسي بعد عزله، أنه شارك مع زملاء له في محادثات مع مبعوث الاتحاد الأوربي بشأن تسوية سياسية، وقال إنه تم عرض «مشاركة نشطة» على أحزاب جبهة الإنقاذ في تعديل وزاري. واستطرد قائلا إنه كانت هناك نية مبيتة لرفض كل شيء، إلى أن حدث «الانقلاب العسكري». وألقت الولاياتالمتحدة بثقلها وراء مبادرة الاتحاد الأوربي، ولم تحاول صياغة اتفاق بنفسها، وقال دبلوماسيون إن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري اتصل هاتفيًا بمرسي، في مارس، وأبلغه بدعمه الجهود الأوربية. ورافقت السفيرة الأمريكية بالقاهرة آن باترسون المبعوث الأوربي إلى اجتماع مع مرسي بعد ذلك ببضعة أيام، مما يؤكد تأييد واشنطن المبادرة. وقال مشاركون في المحادثات إن مرسي لم يرفض مقترح الاتحاد الأوربي بشكل تام، ولكنه إما كان شديد العناد، أو لم يستطع التوصل إلى توافق داخل قيادة جماعة الإخوان لصالح المبادرة قبل أن تخرجها الأحداث عن مسارها. وقال أحد المشاركين: "كان هناك اقتراح مفصل وموصف جيدا قبلته جميع عناصر جبهة الإنقاذ الوطني، وتم إرساله لمرسي، ولم يصلنا رد منه". وكان الاقتراح محور زيارة قامت بها "أشتون" للقاهرة في 7 أبريل، وعقدت خلالها اجتماعات مع مرسي ومع زعماء المعارضة الرئيسيين. وخلال الزيارة وقعت أعمال عنف طائفي أمام الكاتدرائية المرقسية بالقاهرة مما أضعف ثقة المعارضة في مرسي وجماعة الإخوان أكثر. وخلال هذه الزيارة التقت "أشتون" أيضًا بوزير الدفاع الفريق أول "عبد الفتاح السيسي"، وقال مشاركون إن «السيسي» أيد أيضا المبادرة الأوربية، وقال إن الجيش لا يريد التدخل في السياسة، وسيرحب بتوافق وطني أوسع. وقال أحد المشاركين في المحادثات: "بذل الجيش كل ما في وسعه ليستمر مرسي في منصبه". وقال دبلوماسي أوربي: "كانت المشكلة الرئيسية انعدام الثقة بين المصريين جميعا".