حين تقف لحظة وأنت على شاطئ الإسكندرية، وتتأمل منظر مسجد المرسي أبو العباس وما حوله، تلك المنطقة الساحرة التي ينبثق من عبيرها عبق التاريخ الإسلامى، تقع عيناك على أشكال مختلفة ومتنوعة الأحجام من السبح لم ترها من قبل، وأنواع أخرى من البخور والمسك والروائح الطيبة التي تملأ المكان. منطقة ميدان المساجد تفخر بوجود 14 مسجد، أشهرها المرسي أبو العباس والإمام البوصيرى وياقوت العرش، ويزينها 14 مأذنة، كما تتميز بعدد من المحال التجارية غير الموجودة في أي مكان آخر، والتي تبيع السبح والبخور والسجاد، بالإضافة إلى حلى المرأة. ويقصد السكندريين مسجد أبو العباس نظرا لقربه من شاطئ البحر واحتوائه على أضرحة تجذب مريدى الطرق الصوفية، ويأتى أيضا السكندريون وغيرهم للصلاة في المسجد الكبير أبو العباس وبعدها يقرءوا الفاتحة لسيدى أبو الفتح والسيدة فاطمة، أولياء الله الصالحين المجاورين لأبو العباس. يبقى أن للمكان ما يميزه عن باقى مساجد الإسكندرية، وهو أن النور يغمره حتى بعد حلول الظلام، ليملأ المكان بالسكينة والهدوء التي تنعكس على رواده ممن لديهم حالات اختناق أو اكتئاب مزمن أو يعانون من أمراض نفسية أخرى. وصلاة ركعتين في المسجد وتلاوية القرآن في خشوع كفيلة بإعادتهم أسوياء، حتى أن طبيبا نفسيا شهيرا بالإسكندرية ينصح مرضاه بضرورة الذهاب لمسجد أبو العباس مرتين في الأسبوع من أجل الشفاء من أي أمراض نفسية مزمنة.